“إن الشخص الحيي إنما يعلن بحيائه أنه ليس مجرد موضوع ينكشف للآخرين بتمامه وكأنما هو مجرد خطاب مفتوح , إن لسان حال الشخص الحيي إنما يقول : (( إنني أكثر بكثير من كل ما يبديه جسمي , أو ما يراه مني الآخرون ))! ومعنى هذا أن شتى تعبيراتي الخارجية لا تستوعب وجودي بأكمله , لأن (( خارجي )) لا يمكن بحال أن يكافئ (( باطني )) فأنا شيء أكثر مما تنطق به حركاتي و أفعالي و مشاعري ومظاهري , لأنها جميعا" تحدني وتخونني ! " 0”
“والحب هو الذي يكتشف بذور الخير والجمال في كل مخلوق، حتى في أشد الوجوه صلابة، وأكثر النفوس تفاهة، فيجعل منها بذلك مخلوقات جديرة بالحب! وكم من أناس بقوا قساة، حسودين، غلاظ القلوب، لمجرد أنهم لم يعرفوا الحب! ولكننا لو سلطنا على هؤلاء أشعة الحب، لاستطعنا أن ننتزع من قلوبهم الكراهية السوداء، ولأدركنا أن وراء أسوارهم الغليظة الدكناء، إنما تكمن نفوس ساطعة تستطيع أن ترسل ما لا حصر له من الأضواء! والحب وحده هو الذي يعرف أن كل وجه بشري إنما هو عيد من الأنوار،إذ ما يكاد الموجود الإنساني يخرج من عالم الطوايا والأسرار، حتى يستحيل إلى شعلة متوهجة من النور والنار! والنار تحرق ما تلامسه، ولكنها أيضاً تضيء كل ما حولها! وليس كالحب نار تصقل النفوس، وتصهر القلوب: فإن المحبين ليعرفون أن الحب هو الذي يطهر معدن النفس.”
“و هكذا يشعر الإنسان بأن بأن لحظات الزمان هي أشبه ما تكون بقطرات الماء ظن فهي تتساقط من بين أصابعنا ، دون أن نقوى على استبقائها أو امتلاكها أو القبض عليها بجمع أيدينا ! أليس الزمان هو استحالة الإعادة ، و امتناع الرجعة ؟ ألا تفوت الفرص و يولي الشباب ، و تنقضي لحظات السعادة ، دون أن يكون في وسع المرء يوماً أن يثبتها أمام ناظريه ، أو أن يسترجعها حية نابضة أمام شعوره ؟ واحسرتاه أيها الإنسان ، فإن الماضي لا يعود ، و الشباب المدبر لا رجعة له ، و السعادة الهاربة لا تقتنص من جديد ، و نحن مجعولون لعبادة ما لم نراه مرتين!”
“لا يمكن أن يكون معنى "حرية الفكر" هو العمل على بلبلة أفكار الناس أو بث روح الاضطراب و الفوضى الفكرية في نفوس الشباب (26) نداءات إلي الشباب العربي- مقالات في النقد الإجتماعي”
“الواقع إننا قلما نفكر تفكيرا موضوعيا عقلانيا لأننا قد أعتدنا أن نزن الأمور بموازين عاطفية ذاتية ، دون أن يخطر على بالنا يوما أن نحكم على الأشياء حكما علميا قوامة الحياد العقلى و أستبعاد الذات(105)نداءات إلي الشباب العربي- مقالات في النقد الإجتماعي”
“أن بيت الداء في المجتمع العربي المعاصر أنه مجتمع واهم حالم، يحيا في الماضي أو في المستقبل، دون ان يفطن إلى أن (الحاضر)- و الحاضر وحده- هو الوجود الواقعي، الحقيقي، اليقيني، الأكيد (124)نداءات إلي الشباب العربي- مقالات في النقد الإجتماعيمكتبة مصر ط1 1973م”