عمر بهاء الدين الأميري photo

عمر بهاء الدين الأميري

مر بهاء الدين الأميري هو شاعر سوري من مدينة حلب. ذو اتجاه إسلامي. يميل إلى الطريقة الصوفية. شعره يمتاز بالطبيعة العاطفية والحس الوجداني المرهف. وتناول في شعره العديد من المواضيع منها مواضيع سياسية وعاطفية ودينية. عمل سفيراً لفترة من الزمن لباكستان ثم للمملكة العربية السعودية

طفولة عمر ودراساته

ولد في مدبنة سوريا(حلب)نشأ عمر في مدينة حلب، وفيها تلقى دروسه الأولى في المدرسة الفاروقية، وحفظ القرآن الكريم، ومن مدارسها الأخرى تلقى علوم الأدب، والعلوم، والفلسفة، وعلم الاجتماع، والنفس، والأخلاق، والتاريخ، والحضارة، وأولع بالشعر العربي، وكانت له هواية ـ بعد حفظ القرآن الكريم ـ حفظ روائع الشعر العربي في مختلف عصوره.

في الجامعة السورية تلقى العلوم القانونية، وحمل "شهادة الحقوق" التي تخوله أن يكون محامياً، وفعلاً عمل عمر في مهنة المحاماة حيناً من الزمن، ثم سافر إلى باريس رغبة في استكمال تحصيله العلمي، فدرس الأدب العربي والعالمي، وفقه اللغة، وحمل الشهادة العليا من جامعة السوربون.

ثم عاد إلى مدينته، فدرّس في حلب حيناً من الزمن، بالأخص مادة "حاضر العالم الإسلامي" في الكلية الشرعية، ثم انتقل إلى العاصمة وتولى إدارة المعهد العربي الإسلامي، وكان الشعر والترنم به هوايته الأولى.

الأميري في السلك الدبلوماسي

التحق الأمير بالسلك الدبلوماسي، فعين وزيراً مفوضاً، ثم سفيراً، وقضى شطراً من حياته سفيراً لبلده في المملكة العربية السعودية، وشطراً آخر في باكستان. ويبدو أنه اغتنم فرصة عمله في الباكستان فتعلم اللغة الأوردية حتى أتقنها، واستطاع أن يتحدث بها، ويحاضر، ويخطب، ثم ترك الدبلوماسية، وتفرغ لخدمة العمل الإسلامي بقية حياته.

الأميري في خدمة الإسلام والمسلمين

استدعاه الحسن الثاني ملك المغرب إلى المغرب وعينه أستاذاً لكرسي "الإسلام والتيارات المعاصرة" في "دار الحديث الحسنية" بالرباط، واستمر أستاذاً في الدراسات العليا والدكتوراه خمسة عشر عاماً، كما درّس مادة "الحضارة الإسلامية" في جامعة محمد الخامس.

كان عمر يتقن إلى جانب لغته العربية اللغة التركية التي تعلمها من أبيه وأمه وبيته، والفرنسية، والأوردية، وهذا ما سهل عليه التنقل في شتى بلاد العالم، يخطب أو يحاضر، ويلتقي بكثير من رجال العالم من شتى الأجناس واللغات، ويتفاهم معهم، من هنا نستطيع فهم سبب تعرفه على معظم حكام العالم الإسلامي، وعلمائه، وقادته، وتكوين وشائج دائمة، ومحبة بينه وبينهم.

له عدة دواوين شعرية منها

أب: ديوان يتناول تتصف أشعاره بطبيعة العاطفة الأبوية.

أذان القرآن.

ألوان طيف.

أمي.

حجارة من سجيل.

قلب ورب.


“كنت مع أولادي الثمانية وأسرتي في مصيف قرنايل، ثم سافروا جميعا إلى حلب، وتلبثت وحدي في خلوة شعرية، فقلتأين الضجيجُ العذبُ والشَّغَبُ؟ أين التَّدارسُ شابَهُ اللعبُ؟ أين الطفولة في توقُّدها؟ أين الدُّمى، في الأرض، والكتب؟ أين التَّشَاكسُ دونما غَرَضٍ؟أين التشاكي ما له سبب؟ أين التَّباكي والتَّضاحُكُ، في وقتٍ معًا، والحُزْنُ والطَّربُ؟ أين التسابق في مجاورتي شغفًا، إذا أكلوا وإن شربوا؟ يتزاحمون على مُجالَستيوالقرب منِّي حيثما انقلبوا فنشيدهم "بابا" إذا فرحوا ووعيدهم "بابا" إذا غضبواوهتافهمْ "بابا" إذا ابتعدوا ونجيُّهمْ "بابا" إذا اقتربوا بالأمس كانوا ملءَ منزلنا واليومَ -ويح اليومِ- قد ذهبوا ذهبوا، أجل ذهبوا، ومسكنهمْ في القلب، ما شطّوا وما قَرُبوا إني أراهم أينما التفتت نفسي، وقد سكنوا، وقد وثبوا وأُحِسُّ في خَلَدي تلاعُبَهُمْ في الدار، ليس ينالهم نصب وبريق أعينهمْ إذا ظفروا ودموع حرقتهمْ إذا غُلبوا في كلِّ ركنٍ منهمُ أثرٌ وبكل زاويةٍ لهم صَخَبُ في النَّافذاتِ، زُجاجها حَطَموا في الحائطِ المدهونِ، قد ثقبوا في الباب، قد كسروا مزالجه وعليه قد رسموا وقد كتبوا في الصَّحن، فيه بعض ما أكلوا في علبة الحلوى التي نهبوا في الشَّطر من تفّاحةٍ قضموا في فضلة الماء التي سكبوا إنِّي أراهم حيثما اتَّجهتْ عيني، كأسرابِ القَطا، سربوا بالأمس في "قرنابلٍ" نزلوا واليومَ قدْ ضمتهمُ "حلبُ" دمعي الذي كتَّمتُهُ جَلَدًا لمَّا تباكَوْا عندما ركبوا حتى إذا ساروا وقد نزعوا منْ أضلعي قلبًا بهمْ يَجِبُ ألفيتُني كالطفل عاطفةً فإذا به كالغيث ينسكبُ قد يَعجبُ العُذَّال من رَجُلٍ يبكي، ولو لم أبكِ فالعَجَبُ هيهات ما كلُّ البُكا خَوَرٌ إنّي -وبي عزم الرِّجال- أبُ”
عمر بهاء الدين الأميري
Read more