“المقاصد أرواح الأعمال.”
“الأحكام الشرعية -التي تضبط حركة المسلم التعبدية- لا تنفك عن القيم الأخلاقية، فجانبها الأخلاقي يؤسس الجانب الفقهي، كما أن جانبها الفقهي يوجه الجانب الأخلاقي.”
“الإنسان في المنظور الحضاري الإسلامي هو: "كائن مكلف" بعبادة الله، وإعمار الأرض وفق مراد الله.”
“يرفض الإسلام، في منهجيته لتحريك الحياة، أية قيمة تستلب إنسانية الإنسان باستعباده واستذلاله، أو لا تجسد إنسانيته، بل لا تجسد كمال الإنسانية فيه حيث الغاية في كمال الأخلاق بتزكية النفس مقصداً وسلوكاً، كما يرفض الإسلام أية حركة تتم في غيبة "المقاصد الإنسانية الكلية" التي تقوم، في الإسلام، على مقصد "التعبد" وما يدعو إليه.”
“من خلال تلك القيم -التي تقوم على "تحصيل المعية الإلهية" و "ترسيخ الذات الإنسانية"- ومركزيتها في البناء الحضاري الإسلامي، يحقق المسلم معنى "الاستقامة" في العلم والعمل، فتكون كل أقواله وأفعاله، وأحواله ونياته، واقعة لله، وبالله، وعلى أمر الله، وهو ما نسميه بـ "الاستعمار الإيماني للأرض".”
“الحضارة الإسلامية -منذ تأسيسها القرآني والنبوي- كانت حضارة قيم ومفاهيم، وليست حضارة صور وأشكال، غايتها تنمية الإنسان في سعيه الحضاري والارتقاء به في مراتب الكمال العقلي والخُلقي.”
“مع غياب المعيار الإلهي تخضع كل الأمور للنسبية المصلحية، وتتوه كل المفاهيم في غياهب المصطلحات، وتصبح المعاني "عبدة" لمن يملكها، ويصبح "البغي بالكلمات" و "طغيان المفاهيم" و "التدجيل" هو السمة الغالبة في تفسيرها.”
“لا يمكن بناء الأخلاق إلا على الدين،؛ إذ الأخلاق إنما هي دين تحول إلى قواعد سلوكية”
“ما يميز أية حضارة، ليس هو جملة المعارف والصنائع التي تحدثها، في أثناء تحريكها الحياة، بقدر ما هو جملة المعايير والموازين أي "القيم" التي تحيط بهذه المعارف والصنائع، وتوجهها، ومن هذا التمايز في "القيم" يأتي "التدافع الحضاري" الذي به تستمر الحياة، وتدوم فعاليتها، كما قال تعالى: "ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين”
“الحقيقة أننا مالم نهتد إلى إبداع مفاهيم تعبر عن رؤيتنا في "تحريك الحياة" وتأصيل هذه المفاهيم استدلالاً بها وعليها، ومالم ننشئ "فضاء اصطلاحياً" وفق نماذجنا وأنساقنا المعرفية، فإننا، بلا شك، سنظل في هذا "التيه" وما يؤدي إليه من "استلاب حضاري”
“من المقرر أن "المفاهيم" هي انعكاس لجوهر الحضارة التي أنتجتها”