ولد الشاعر علي محمود خضيّر (١٩٨٣) ببغداد ويعدُ أبرز الشعراء العراقيين الشباب الذين ظهروا بعد حرب "2003" التي انتهت بأحتلال العراق.
تمتاز قصائده بعناية خاصّة باللغة وتضمين النثر زخماً شعريّاً، "شعر صافٍ كأنه مُقطّر على مهل وبعد عناء" بتعبير الشاعر أحمد عبد الحسين.
تعنى نصوص الشاعر بالتأمّل في علاقة الذات بالعالم، وفق إطار
تساؤلي يعتريه نبرة رثائيّة شفيفة.
له ثلاث مجماميع شعريّة: "الحالم يستيقظ 2010" والذي حقق حضوره الشعري الخاصّ من خلاله حيث كتبت عنه مراجعات عديدة ولفت انظار النقاد. ومن ثم "الحياة بالنيابة 2013" والذي شكّل إضافة جادة لقصيدة النثر العراقيّة الجديدة تبعه بعد عامين بكتاب "سليل الغيمة".
جمعَ وأعدَّ وقدّم أعمال الشاعر اللبناني الكبير بسّام حجّار وأصدرها في كتاب ضخم بمجلدين من القطع المتوسط (950 صفحة) عبر دار الرافدين ومنشورات تكوين في إصدار عدّ بحسب أهم حدث شعري لعام 2019 بحسب وكالات أنباء وناشطين على مواقع التواصل الإجتماعي.
يقول منجد عساف عن مجموعة الشاعر "الحياة بالنيابة": )التفكير العميق بالأشياء التي تتلاشى وتزول تدريجياً وانفتاح الذات على معنى كونياً يحررها من شروط الزمان والمكان وإستثمار الواقعي ومزجه بالخيالي ومحاولة تجريد الحكاية الشخصية لتصبح حكاية عامة تخص كل قارئ وإستقصاء قيم كالوهم والتجربة الشخصية والعزلة والنظرة الكُليّة الرثائية للظواهر، محاولات متواصلة سيجدها المتلقي وهو ينتقل بين نصوص الكتاب عبر بنية وشكل متماسك وحيوي الى حد بعيد.)
يكتب علي محمود خضير في الصحافة للثقافية مقالات نقدية وتأملات كما وله نشاط في المجال الإذاعي إذ يعد ويقدّم برامج ثقافية وأخرى تعتني بتراث وتأريخ مدينته التي يقيم فيها البصرة.
“النهرُ دمعة تجري فوق خد الارض.......الفقد، الالم، الحرب، الخذلان..الاشياءُ، موجودة بقدر أفتراضنا لها..”
“النهرُدمعة تجري على خد الأرض ............الفقد.. الالم ..الحرب.. الخذلان الاشياء موجودة بقدر افتراضنا لها”
“رغمَ انّ القطار لا يسيرُ الا الى هاويةكما كلّ الاشياءلكني ركبتكأي اعمى أو مجنونلايهمشعرك في الريحوصدري مفتوح للوردة والسكين”
“لكني سقطتبكلمةٍ واحدةسقطتكأني حائط من زجاج”
“البارحةحينما خرجتُ من جسدي سالماً، رأيتُكِ تركضينَ برداءٍ أسودَ ودمعةٍ أخيرة. كانَ الليلُ وقتَها على أتمِّ سوادِهِ والريحُ خلفكِ تنبح.”
“كان يشعر بالوحشةوحشة من يموت الليلةكأن جماعة من الموتى أو الملائكةينتظرونه كي يأخذوه معهمحيث لا رجعة أبدامرات عدة أفلت النوم منهوظل قلبه يحوم بأرجاء البيتكعصفور أضاع سبيله ليدخل غرفة بالصدفة”
“ولكن كلّ من يَمضي يترُكُ في صدري حصاة صغيرة”
“إنني الآنَ أُقيمُ في ساقيةٍ واحدةٍ يَمُرُّ فيها أشباحُ من مَرُّوا على حياتي فأَفسَدوها”
“ليس من أجلهمولا من أجليأجلسُ كلَّ مساءأفكرُ كيفَ أنَّ أحزانَ الآخرين،دموعَهُم وخذلاناتهِم المُرّةَ لا تُعير اكتراثاً لأحدترقُدُ منسيةً ومُهملةً، كإطارٍ على الطريقِ السريع.”
“ليسَ من أجلي أنهضُ كلَّ صباحٍ بصوتٍ يتكسرُوحلمٍ يصدأُ.ليسَ من أجلي أجولُ كلَّ يومٍ الأرصفةَ ذاتَها.ضاحكاً من كتابةِ ذكرى، مؤجلاً غَدِي برعبِ يومي.متوثِّبٌ للنسيان. مخلصٌ للسهوأسهو عن مخاذلِ العيشعن الأصدقاءِ وهم يكذبونعن جثةٍ -هي الحقيقةُ- تبلغُها فتموتُ بين يديكَعن رِعدَةٍ تجيءُ وتنسلُّ دونَ اكتراثِ أحدعن ظلٍّ زائفٍ وشعوبٍ بآجالٍ ورقيةعن الخياناتعن أطفالٍ يموتونَ قبلَ أن يُدركوا الرمقوعن شتلةِ المطاطِ تموتُ في الزاويةِ رغماً عني”
“الماضي الذي يعود حاملاً سوطهسيضرب في رأسك مسماراً ذهبياًمسماراً قصيراً لا يكفي لقتلك.”
“أُريدُ جسدي وروحي سالميْنِ من شظيةِ الماضي”
“من أنا في هذا الليل أيَّتُها النفسُ الجاحدة؟ أينَ أملاكي من الكلامِ الرهيفِ الذي وَزَّعتُهُ على الآخرينَ فما أعْطَوْني إلا صَمْتَهم؟ أينَ صُراخي في مراياهُم التي أُعلِّقُها على الجُدرانِ؟ إنني الآنَ أُقيمُ في ساقيةٍ واحدةٍ يَمُرُّ فيها أشباحُ من مَرُّوا على حياتي فأَفسَدوها لا أُريدُ منهم سوى أنْ يتركوني. لا الحياةُ صديقتي وهي ليستْ بصديقةٍ لهم بالضرورة. أعرفُ هذا وأحفَظُهُ عن ألم.”
“وكورقةٍ خضراءَ في حديقةٍ، قريبةٍ، وبعيدةٍ كسحابة. صرتُ مجذافاً كلّما صارتْ زورقاً، وشارعاً كلما ازدحمتْ بالآخرين.وليس كأيّة امرأة، كانت تجيد القول:- الأمنيةُ.. عذابُ الروح.- الألَمُ أخرسُ ولا يحُسِنُ النطق.كنتُ أُدوِّنُ ما تهمسُ... ، تدوينَ ملاكٍ يُصارعُ جَحيمَهُ الخاصّ، مثقلاً بذنوبِ غفلتِهِ، كنتُ أرقبُها تنوءُ بجرحها القديم، مخُفيةً -ما استطاعت- حبّاتٍ من دمعها الأسود، ينزلُ سريعاً، فتخذلُها المناديل.لم أخبرها أنها المرّة الأخيرة التي ستراني فيها، ما تجرأتُ أن أطعنَها برحيلي إلا وأنا محتدمٌ فيه”
“كم ثعباناً في قميصِكَ أيها القدر؟كم سكيناً خلفَ ظهرك أيها الغد؟كم قبراً مخبوءاً فيكَ أيها الميت؟”
“الغيمة،كم تعذبنيإذ تمنعُ عني زرقةَ السماء”
“لا تملَّ أو تغضبْ أو تكتئبلا وقتَ حتى لذلك،وانظرْ إلى كلِّ ما يُلمَسُ حولك، تَشّربْ فيه جيداً قبلَ أن يتلاشىقبل أن يتحولَ/ تتحولَ إلى محضِ ذكرى”
“الصبيةُ الذين افترشوا طفولتي"أخذوا كلّ مهارات الفرح في قلبيأٌقفلوهوتناهبوا المفتاح”