عمر فاخوري photo

عمر فاخوري

عمر فاخوري أديب حر، وناقد مبدع، وكاتب لبناني مناضل، غزير العلم، واسع الاطلاع على الثقافتين العربية والأوربية عامة والفرنسية خاصة.

ولد عام 1895 في بيروت، في أسرة عريقة، عُرفت بحب الأدب والعلم، والميل إلى التقى والصلاح. تلقى دراسته في الكلية العثمانية للشيخ أحمد عباس الأزهري، وكان من رفاقه فيها الشهداء: محمد المحمصاني، وعبد الغني العُريسي، وعمر حمد.. وبعد أن أنهى دراسته فيها، انضم إلى حركة النضال الوطني، فانتظم في (حزب الاستقلال) و(جمعية العربية الفتاة) السرية، وألف في هذه الفترة كتابه الأول (كيف ينهض العرب) الذي كاد يؤدي به إلى حبل المشنقة في عهد الديوان العرفي التركي في (عاليه).

التحق بمعهد الحقوق الفرنسي في بيروت، لكن نشوب الحرب العالمية الأولى قضى بإقفاله، ولما انتهت الحرب، أخذ ينشر مقالاته في جريدة (الحقيقة) بتوقيع (مسلم ديمقراطي) متهكماً على سياسة الحلفاء تجاه العرب، ولما نالت سورية استقلالها عام 1918 دعاه الملك فيصل الأول (1883ـ 1933) لتحرير جريدة (العاصمة) في دمشق، لكنه لم يكد يستقر فيها حتى وقع الاحتلال الفرنسي على سورية عام 1920، فغادر دمشق إلى فرنسا لدراسة الحقوق والآداب والعلوم السياسية في جامعة السوربون، فمكث ثلاث سنوات.

وهناك التقى نخبة من الوطنيين السوريين واللبنانيين كرستم حيدر، وإحسان الشريف، ورئيف أبي اللمع، وصلاح اللبابيدي، وحضر ندوات الأدب والفن والنقد، واطلع على الآراء الاشتراكية التي تأثر بها.

عاد عام 1923 إلى بيروت، وعمل في حقل الأدب والسياسة، ثم دعي إلى دمشق لتحرير جريدة (المفيد) لصاحبيها يوسف ونجيب حيدر، و(الميزان) لأحمد شاكر الكرمي (1894ـ 1927)، ولما توقفت الجريدتان بسبب مناهضتهما للاستعمار الفرنسي، قفل راجعاً إلى بيروت، واستأنف نشر مقالاته في جريدة (الحقيقة) كما أسهم في تأسيس مجلة (الكشاف)، وترجم لها كتاب غاندي لرومان رولان، ومارس المحاماة، وفي عام 1927 انتخب عضواً في المجمع العلمي العربي بدمشق.

أمضى عمر فاخوري السنوات الأخيرة من حياته موظفاً بين الدوائر العقارية والإذاعة اللبنانية. وفي عام 1940 تعرف إلى الحزب الشيوعي، فاعتنق مبادئه اليسارية، وانتخبته عصبة مكافحة النازية والفاشية في عمدتها، كما انتخبته جمعية أصدقاء الاتحاد السوفييتي السابق رئيساً لها. وفي عام 1943 أقدم على خوض معركة الانتخابات النيابية مستقلاً فلم يوفق، فانصرف إلى الكتابة والتأليف ومعالجة مرض اليرقان الذي تفشى في جسمه النحيل، وصبغ لونه بالصفرة، وظل على هذه الحال حتى وافته المنية في ربيع عام 1946 وهو في الحادية والخمسين من عمره، فقيراً، مثقلاً بالديون، بعد أن تعاون عسره ومرض


“هل يُجدي شعر ابن أبي ربيعة مثلا، علمُنا أنه كان صادقًا في حبه لا كاذبًا؟ وهل يضر بشعر المتنبي مثلا، علمنا أنه كان كاذبًا في مدح سيف الدولة لا صادقًا؟ لنفرض أنهما كانا صادقين، ثم نفرض أنهما كانا كاذبين، ولنقلب المسألة صدرًا لظهر وظهرًا لصدر، فماذا يكون؟ ماذا يكون بالإضافة إلى الشعر؟ تُرى، أيغض الكذب من قدر شعرهما، أو يرفع الصدق من شأنه؟ لقد كان المتنبي عبقريا رغم أنف الصدق أو الكذب .. ـ”
عمر فاخوري
Read more