“وانقضت أسابيع قليلة أخر . . وحضر ضيوف جدد لينضموا إلينا في رحلة الشقاء . . وكأنهذا الوطن ضاق بالصالحات فما عاد يرى لهن مكانا فيه إلا هذين المهجعين المتكدسين !”
“وجعلت السيارة تخترق أحياء دمشق متجهة نحو قلعتها التي تتوسط أحياءها القديمة ٬ووجدت الناس كل في شغله بين بائع و مشتري ٬ وطالب وعامل ٬ وموظف وتاجر . . كلهمغارقون في دوامة الحياة يشغلهم تأمين احتياجاتهم الأولية عن ذاك الذي يجري بينهم دونأو يبصروه أو يسمعوه . . وترهقهم مشقة الحياة عن أن يلتفتوا ليتفكروا إلى أين تمضيقاطرة الظلم بالوطن !”
“هي كلها مقادير مقدرة وأجل مسطور . .فبينما كان الظلمة يظنون أنهم ملكوا بجبروتهم البلاد والعباد كان قدر الله أغلب وأبقى . .وبينما هم اليوم يسومون الناس سوء العذاب فإنهم في الغد وإيانا على العرض بين يديالحكم العدل مقبلون . . وإذا كان قد ساءني سجني والمني أن أفقد تسع سنوات فيغيابة الزنازين بلا ذنب . . فإنني وأنا أعيش نعم الله اليوم أحس أن الكريم قد مسح برحمتهجرح القلب ٬ وأبدل هلع النفس”
“لكنني أرى واجب الحديث عن مظالم النظام وانتهاكات الحقوق ألخ وأجل . . وضرورة توثيق هذه المرحلة أمانة ملزمة . . يهون أن نبذل في سبيلها بعض العنت والتكدر حتى لا يضيع الكثيرالذي بذلناه والكرب الجلل والعذاب الشنيع الذي نلناه . . لقد عشت في جحيم سجون النظام السوري تسع سنوات رهينة بلا ذنب . .لا أقدر أن أصف كيف تكون السنوات التسعمن العمر حبيسة قمقم ملعون!!”
“يا لبرد اليقين لما تهب على قلب المؤمنفتحيله جنة غناء ...وإن كان في أصعب بقاع الأرض وأقساهاوإن كان تحت سياط الجلاد وجبروت الظالم”