“ولتعلم ..أن كونك.. كائناً من كنت ، متمدناً وحضارياَ فإن عليك أن تتخلى وتتنازل عن الكثير من الصفات الأصلية لديك.. لتدخل كشعرة في ضفيرة الأمن والأمان التي تهديك إياها حضارتك ومدنيتك ..ومثلما المدنية رائعة فإن ثمنها باهظ جداً..”
“الأحرار..يعانون.. ويتسخون..ويركضون.. ويمرضون.. ويضحكون..بينما يبقى المدللون يراوحون..معطرين.. متبرجين..مبرمجين..مبرمجات.. سخيفين ..سخيفات”
“البشر الذين سلبت ارادتهم ومستقبلهم.. لا يمكنهم أن يحبو بتجرد، لأنهم حكموا بإعدام الحب في أجسادهم.. كما حكم البشر المخذولون بإعدام الحب في أرواحهم..الحر يحب بعمق أكثر من فاقد الحرية..”
“وكثير من البشر يختبئون دون أن يكتشفهم أحد..ويكونون أسرى مخابئهم.. مجتمعهم.. مخاوفهم.. فضائحهم..”
“هناك من البشر من يلعق من دم أخيه .. ومنهم من يكون شرهاً أمام طعام أو محاسن الآخرين، كذلك يستتر بعضهم بأيديهم ليخفوا مخازي ماأخذوا وماالتهموا من الجماد والنبات والحيوان وغير ذلك..أما إلتهام حشرة إنسانية فهو لا يسبب لهم شعور بالذنب ..”
“وذات يوم انطفأت فيهن جذوة الكفاح .. وانطفأت كل رغباتهن في لقاء الأحبة وانطفأ حنينهن إلى سراج عتيق عشعش في ذاكرتهن..وشعرن بالخيانة.. خانوهنّ.. تركوهنّ.. فجروهنّ كأصابع الديناميت..لكنهن التقطتن أنفاسهنّ وشطاياهنّ.. وحملن فشلهنّ دون أن يصرحن..ورفعن رؤوسهنّ عالياّ دون أن يتخلين عن كرامتهنّ بعد أن عادت إليهنّ مبادئهنّ..ثم رحلن دون تصريح بمواقع الفشل.. وبالسدود التي اقيمت في وجوههنّ..من خوف مزعوم.. أو صيد سعيد آخر..قويات كالصنوبر.. ومهزومات في أجوافهن العميقة حتى البلاء.. هكذا كان الهجر.. والترحيل ..”
“نرمي من يحبنا في سبيل من نحبه !!”
“للحضارة أعراضها النفسية والاقتصادية والشكلية.. كما للتوحش أعراضه البدائية العنيفة والحقيقية ..”
“في اعتقادي أن معادلة الصداقة الذكرية الأنثوية تتطلب عنصرين هما السالب والموجب اللذان يولدان شرارة البهجة أو شرارة الحب أو شرارة العشق أما شرارة الصداقة الحقيقية فهي تتولد من تشابة تام .. فالبداية، تبدو لي أشد حمقاً من النهاية في حالات ادعاء الصداقات.. فالصداقة الذكرية الأنثوية، برأي، تخفي دوماً إعجاباً خبيثاً ومستحيلاً، من طرف واحد باتجاه الآخر، أو من طرفين لا يمكنهما أن يلتقيا ..”
“والأحلام.. أيه أحلام يمكن تكاثرها مع الخوف ..”
“الغلبة للأقوى !من أطعمك الطعام .. أسكتك!من اعتنى بك .. أسكتك!من دلَلك ..مَلكك!”
“هل أستطيع أن أنطلق فعلياً كما تصور لي رغباتي.. أم أنني لا أغدو إلا أن أكون كناراً صغيراً كان يرفرف في ساحة الموت.. ثم أنقذ ليوضع في قفص الحياة ...”
“المحبين قياساً على طيور الحب.. لا يهتمون بغيرهم .. ولا يسمعون إلا أصوات أنفسهم.. وتراهم بشغل دائم داخل الشيء واللاشيء.. ممكن .. فإنني بعد لم أعرف ماهم الحب ...”
“والأبداع لا ينبع إلا من تجاويف الحزن العميقة.. من آلام الشعوب.. من الآفات التي تحاول تهديم الروح... من الخلاص، من فجوة نوم مفاجئة تنقذ.. من الأسى ومن نار الأسى !”
“ولم أعد أفرقّ بين الحقيقة والوهم.. أصبحت ملكاً على الوهم .. وإمبراطوراً على تخيلاتي ..”
“فالدنيا درجات .. والناس درجات .. وكل متحرك له درجات .. أما الثابت فهو على درجة واحدة ..فهل الكبرياء ..شيء ثابت أم متحول ؟؟الكبرياء .. إنها شيء نسبي لاشك في ذلك.. عادة متوارثة عند بعض الشعوب.. ومعدومة عند شعوب أخرى ..لكن الكبرياء، عند الاحتكاك بالعالم الأسود، علام الجوع والفقر والجهل والذلة تتحول.. تتجوف.. أو تتضخم ..فإما أن تصبح ثورة، وإما أن تصبح إذلالاً.. والثورة إما تنجح أو أن تُميت .. والإذلال إما أن يخلق عبدأَ دائماً أو ثائرأً متطرفاَ..وهكذا .. يعود النقيضان المتولدان من انفصام الكبرياء.. إلى التجمع مرة ثانية في فكرة واحدة ، ثابتة، هي استرجاع الكبرياء بواسطة القوة ..”
“ربما يستطيع البشر في يوم.. ذات يوم، تفهم الجمال الكوني المطلق.. حيث يتلاقى كل شيء.. العظم واللحم والجلد .. والسلام والحب يحاكمان البغض وحيث يكون اللون الأبهى يزين حلية الشمع المشعة، والسندس يستنفذ العشق المتجدد.. وترقص الصحة مع حبة القمح رقصتها الأزلية..يومها .. يكون كل شيء مَلك الجمال على الكل .. ويبتهج الكون ..”
“وعرفت آنذاك أن الجوع أكثر أهمية من الحب ..أي حب كان.. حتى ولو كنت محتاجاً وملحاحاً ..”
“وما الفرق بين روح وروح ياصديقي..روح صافية وروح صافية أخرى..روح طفلة وروح طفلة أخرى .. فهذا البيت بيتنا.. و أرض الله أرضنا ..و البستان لنا .. والدار دارنا .. والأم.. هي الأم دائماً..”
“والمُحب .. لا يستطيع أن يكون قاسياً وعاتياً..”
“لو حضن دائم لي.. وحب دائم أهبه.. فأنا -أريد شيئاً سرمدياً كالحقيقة ..- الحقيقة متبدلة ياصديقي!”
“لماذا تصبح الأحلام قاسية إلى هذا الحد؟ ألا يحق لنا أن نحلم حلماً صافياً لا شائبه فيه !لأتعلم أن لا أحلم! فأي حلم من الأحلام معناه السقوط.. بعد الحلم.. في هوة الحقيقة..”
“فأي ضير من الحلم! وهل هناك بعد كل هذه المأساة من فرق بين الحقيقة والحلم! لا أعتقد.. فكل ما تعتقده فعلياً هو الحقيقة بذاتها وكل ماتراه بوعيك أو بغير وعيك يصبح حقيقة بالنسبة إليك ..”