دينو بوتراتزي photo

دينو بوتراتزي

Arabic profile for Dino Buzzati

ينتمي القاص والروائي والمسرحي «دينو بوتزاتي» إلى سلسلة الأدباء الكبار الذين يتمتعون بقيمة أدبية وفنية عالية سواء في بلده إيطاليا، أو في العالم فيما بعد.

فقد ولد هذا الكاتب الغزير الإنتاج والمكافح بشكل عجيب من أجل أن يحافظ على كرامته من جهة، ومن أجل أن يقدم عملاً لافتاً من جهة أخرى سنة ١٩٠٦ في منطقة / بللونو/ في إيطاليا.

بعد حصوله على إجازة الحقوق بناءً على رغبة والده، الذي كان أستاذ القانون الدولي في جامعة بافيا، اكتشف «دينو» ميله الشديد إلى عالم الكتابة في الصحافة، فلم يلبث أن عمل في صحيفة «الكورييري ديللا سيرا».

واللافت أنه لبث يعمل في تلك الصحيفة حتى وفاته سنة ١٩٧٢ رغم أنه كان دائم الشعور بأنه سوف يُطَرد منها في أي لحظة غير متوقَّعة، وربما لذلك بقي ينتظر تلك اللحظة التي لم يرها، وفجأة ودون أن يدرك بشكل فعلي مضى العمر كله، وهو ما يزال في أروقة تلك الصحيفة حتى باتت تُعرَف به ويُعَرف بها.


“أيةُ هفوةٍ حزينة كانت تلك؟ فكر دروغو، ربما الأمر هكذا، إنّنا نفكر أنه تحيط بنا مخلوقات شبيهةٌ بنا، على العكس ليس ثمة سوى الجليد والأحجار التي تتكلم لغةً غريبةً، ما نكاد نرفع أيدينا، لنسلّم على صديق حتى تهوي، وتنطفئ الابتسامة على الأفواه، لأننا ننتبه إلى أننا وحيدون بشكلٍ كامل”
دينو بوتراتزي
Read more
“كانت تنهشهما الحيرة في هذه الليلة اللانهائية، وهما دروغو وترونك مستندان الى الحاجز وقد سمّرا أعينهما نحو العمق، هناك حيث يبدأ سهل التتار، على حين بدت البقعة الغامضة ثابتة في مكانها كأنها تغفو مضطجعة، ثم رويداً رويداً أخذ يتملك دروغو شعور أن هذا مجرد لا شيء. إنه مجرد جلمود يشبه راهبة، وأن عينيه مخدوعتان، إنه مجرد تعب، وهمٌ أخرق. ها هي ذي ظلال مرارة كثيفة تلامسه. بالضبط كما يحدث عندما تمرّ بنا ساعات القدر دون أن تمسنا، ومن ثم يضيع صخبها بعيداً عنّا، على حين نبقى نحن وحيدين، تائهين في لجة بعض الأوراق اليابسة، نجتر حسرة تلك الفرصة الضائعة”
دينو بوتراتزي
Read more