“وسئل أبو عثمان عن قول النبي صلى الله عليه وسلم أسألك الرضا بعد القضاء فقال : لأن الرضا قبل القضا عزم على الرضا . والرضا بعد القضا هو الرضا .”
“وقال الفضيل بن عياض ل بشر الحافي : الرضا أفضل من الزهد في الدنيا . لأن الراضي لا يتمنى فوق منزلته .”
“وقيل للحسين بن علي رضي الله عنهما : إن أبا ذر رضي الله عنه يقول : الفقر أحب إلي من الغنى ، والسقم أحب إلي من الصحة . فقال : رحم الله أبا ذر . أما أنا ، فأقول : من اتكل على حسن اختيار الله له لم يتمن غير ما اختار الله له .”
“وقال ذو النون : ثلاثة من أعلام الرضا : ترك الاختيار قبل القضاء ، وفقدان المرارة بعد القضاء . وهيجان الحب في حشو البلاء .”
“وطريق الرضا طريق مختصرة. قريبة جداً، موصلة إلى أجل غاية، ولكن فيها مشقة. ومع هذا فليست مشقتها بأصعب من مشقة طريق المجاهدة. ولا فيها من العقبات والمفاوز ما فيها. وإنما عقبتها همة عالية. ونفس زكية، وتوطين النفس على كل ما يرد عليها من الله.”
“فالرِّضا بإلوهيته يتضمن الرِّضا بمحبته وحدِه، وخوفه، ورجائِه، والإنابةِ إليه، والتبتل إليه، وانجذاب قوى الإرادة والحُب كلها إليه فعلِ الرَّاضي بمحبوبه كُل الرِّضا، وذلك يتضمّن عبادتهِ والإخلاصِ له.”
“قال بعض العارفين: متى رضيت نفسك وعملك لله فاعلم أنه غير راض به ، ومن عرف أن نفسه مأوى كل عيب وشر ، وعمله عرضة لكل آفة ونقص ، كيف يرضى لله نفسه وعمله ؟”