ولد محمد علي شمس الدين في بيت ياحون، وهي قريةٌ تتاخم شمالي فلسطين، عام 1942، ودرس الثانوية في بيروت، ثم حصل على إجازة الحقوق من الجامعة اللبنانية عام 1963، وبعد ذلك تحوّل إلى دراسة التاريخ حتى حصل على الماجستير في مادتها.
وإذا كانت دراسته متنوّعة فمن الجدير ذكره أن وظائفه تنوّعت اتجاهاتها؛ فمن أستاذ تاريخ الفن في معهد التعليم العالي، إلى مفتشٍ للضمان الاجتماعي…… وقد تسنى لي أن أشاهد الشاعر وحرمه على شاشة التلفزيون اللبناني، فسررت لهذه الدماثة منهما، وبان لي أنه نشيط ثقافياً وعلى أكثر من صعيد، وأن الشاعر فيه يظل بلغته هو الأقوى.
يحدثنا الشاعر في سيرته عن جنائز الجنوب وكربلياته، وكيف كانت تلك تضرب في عمق الفلسفة الشعبية التي تعتبر أن الموتَ شكلٌ من أشكال الحياة، وأن الإنسان لا ينتهي كفقاعـةٍ في مستنقع، بموته الجسدي، فهو منحازٌ للحياة رغم هذا الدمار الدهري.
ـ
“وقد أنكروني ثلاثاًوألقوا بثوبي على باب داركلكي تحسبي أنني متُّلكنني عدت مملتئاً بالحياةويمّمت وجهي إليكوداعاًسأهديك هذا الربيع المسيحوأمضي”
“هذا الجمال على مرماك في الخطر / أغراك بالعشق من أغراك بالنظرفخذ نصيبك منه إنه قدَر / سرب الغزالات وافانا على قدَروإن وصلتَ فأهلي ساهرون هنا / سلّم عليهم وقبّل وجنة الحجريكاد يرشح زيت من أصابعهم / وتطلع الشمس بين السمع والبصر”
“يقول آخر الرواة راثياً وباكياً:أسلمتُ وجهها الجميل للإله أوصيتُه بالصبر والصلاة”
“دارت تدور علينا ألف غاشية / من الظلام وقلب الفجر ما انهزماتعلو بنا الشمس حتى أننا علَم / ويهبط الليل يمحو الظلّ والقدمافاهدأ فديتك إنا هادئون هنا / سيان من حمل البلوى ومن سلماما زلت أصغي لخطو من منازلهم / كأنهم لم يموتوا بل رأوا حلما”
“لا ضوء هناكولا دليل ـ من أنت؟ ـ لا أدريأرى ناراً على الزمن الجميل”
“مطرعلى الصفصاف يلمع كالدموع فكلمابكت السماء على الثرىضحك التراب”
“وكلما أنّ في الريحان ذو شجنٍ / على الديار تئن الريح في الشجر”
“أعليتُ دموعي كي تبصرها يا اللـهوقلت أعيد لك الأمطار فلتنشر غيمك حيث تشاءفإن الغوث يعود إليكوالحزن يعود إليّ”
“الحكمة بئر لا يشربُ منها إلا من يسقط فيها”
“هبّ شتاء عاصفورأيت بأرض حديقتنا شبحاً يمشيفخرجتُفلم أبصرإلا نعشي”
“تجيئينَ بعد انطفائيتجيئينَ في لحظةٍ فائتهْفلا توقظينيوقولي لهم: ماتَ في الانتظارْ.”
“ليسَ لي وطنٌ أو صديقوالهواءُ الذي يتسلل تحت الثيابْينحني خائفاً أن يلامسَ قلبي”