أعظم شعراء العرب، وأكثرهم تمكناً باللغة العربية وأعلمهم بقواعدها ومفرداتها، وله مكانة سامية لم تتح مثلها لغيره من شعراء العربية. فيوصف بأنه نادرة زمانه، وأعجوبة عصره، وظل شعره إلى اليوم مصدر إلهام ووحي للشعراء والأدباء. وهو شاعرحكيم، وأحد مفاخر الأدب العربي. و تدور معظم قصائده حول مدح الملوك. ترك تراثاً عظيماً من الشعر، يضم 326 قصيدة، تمثل عنواناً لسيرة حياته، صور فيها الحياة في القرن الرابع الهجري أوضح تصوير. قال الشعر صبياً. فنظم أول اشعاره وعمره 9 سنوات. اشتهر بحدة الذكاء واجتهاده وظهرت موهبته الشعرية باكراً.
صاحب كبرياء وشجاع طموح محب للمغامرات. في شعره اعتزاز بالعروبة، وتشاؤم وافتخار بنفسه، أفضل شعره في الحكمة وفلسفة الحياة ووصف المعارك، إذ جاء بصياغة قوية محكمة. إنه شاعر مبدع عملاق غزير الإنتاج يعد بحق مفخرة للأدب العربي، فهو صاحب الأمثال السائرة والحكم البالغة والمعاني المبتكرة. وجد الطريق أمامه أثناء تنقله مهيئاً لموهبته الشعرية الفائقة لدى الأمراء والحكام، إذ تدور معظم قصائده حول مدحهم. لكن شعره لا يقوم على التكلف والصنعة، لتفجر أحاسيسه وامتلاكه ناصية اللغة والبيان، مما أضفى عليه لوناً من الجمال والعذوبة. ترك تراثاً عظيماً من الشعر القوي الواضح، يضم 326 قصيدة، تمثل عنواناً لسيرة حياته، صور فيها الحياة في القرن الرابع الهجري أوضح تصوير، ويستدل منها كيف جرت الحكمة على لسانه، لاسيما في قصائده الأخيرة التي بدأ فيها وكأنه يودعه الدنيا عندما قال: أبلى الهوى بدني.
“وأكبر نفسي عن جزاء بغيبة , وكل اغتياب جهد من ما له جهد”
“والهم يخترم الجسيم نحافة , ويشيب ناصية الصبي ويهرم”
“أفاضل الناس أعراض لذا الزمن , يخلو من الهم أخلاهم من الفطن”
“قد كان يمنعني الحياء من البكا .. فاليوم يمنعه البكا أن يمنعا”
“ومن يك ذا فم مر مريض , يجد مرا به الماء الزلالا”
“يا من يَعُز علينا أن نفارقهم، وجداننا كل شيء بعدكم عدمُإذا ترحّلت عن قوم وقد قدروا ألا تفارقهم، فالراحلون هُمُ.”
“كفى بكَ داءً أن ترى الموت شافيا , وحسبُ المنايا أن يكُنَّ أمانِيا”
“إذا ساء فعلُ المرء ساءت ظنونه , وصدّق ما يعتاده من توهمِوعادى محبّيه بقول عداته , وأصبحَ في ليلٍ من الشك مُظلمِأصادق نفس المرء من قبل جسمِه , وأعرفها في فعله والتكلمِوأحلم عن خلّي وأعلم أنه , متى أجزه حلمًا على الجهلِ يندمِوإن بذل الإنسانُ لي جود عابسٍ , جزيتُ بجود التارك المتبسِّمِ”
“سيعلم الجمعُ ممن ضمَّ مجلسنا , بأنني خيرُ من تسعى به قدمُأنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي , وأسمعت كلماتي من به صممُأنام ملء جفوني عن شواردها , ويسهرُ الخلق جرّاها ويختصمُوجاهلٍ مدّه في جهله ضحكي , حتى أتته يدٌ فرّاسة وفمُإذا رأيت نيوب الليث بارزة , فلا تظنّنّ أنّ الليث يبتسمُ”
“كل حلمٍ أتى بغير اقتدار , حُجة لاجئ إليها اللئامُمن يهن يسهل الهوانُ عليه , ما لجرح بميت إيلامُ”
“ولذيذُ الحياة أنفس في النفس , وأشهى من أن يُمل وأحلىوإذا الشيخُ قال أفٍّ , فما ملَّ الحياة وإنما الضعف ملاآلة العيش صحة وشباب , فإذا ولّيا عن المرء ولّىأبدا تسترد ما تهب الدنيا , فيا ليت جودها كان بخلافكفت كون فرحة تورث الغم , وخلٍّ يغادرُ الوجد خلاّ”
“إذا اشتبهت دموع في خدودٍ , تبين من بكى ممن تباكى”
“وما يوجع الحرمان من كفِ حارمٍ , كما يوجع الحرمان من كف رازقِ”
“خليلايَ دون الناس حزنٌ وعبرةٌ , على فقد من أحببتُ مالهما فقدُ تلجُّ دموعي بالجفون كأنما , جفوني لعينيْ كل باكية خدُّ”
“كم غر صبرك وابتسامك صاحبا , لمّا رآه وفي الحشا ما لا يرىأمر الفؤاد لسانه وجفونه , فكتمنه وكفى بجسمك مخبرا”
“الحزن يقلق والتجمل يردعُ , والدمع بينهما عصيّ طيّعيتنازعان دموع عينِ مسهدٍ , هذا يجيء بها وهذا يُرجع”
“نبكي على الدنيا وما من معشر , جمعتهم الدنيا فلم يتفرقوا”
“شرّ البلاد مكانٌ لا صديقَ بهو شرّ ما يكسبه الإنسان ما يصمُ”
“إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونهوصدق ما يعتاده من توهم”
“لا تلقَ دهرَك إلا غيرَ مكترثٍمادام يصحبُ فيه روحَك البدنُ”
“ذو العقلِ يشقى في النعيمِ بعقلهِوأخو الجهالةِ في الشقاوةِ ينعمُ”