“ لم يكن الاستدلال بالطبيعة مؤهِّلاً للرّدّ على الشُّبه التي أثارها الاحتكاك بأصحاب الأديان الأخرى وبالفلاسفة خاصّة. وكان لابدّ من شحذ الأدلة حتى ينتقل الكلام في التّوحيد من صعيد التجربة الذّاتية الحرّة غير المقيّدة إلى مستوى المنظومة العقليّة العامّة التي تتقيّد بشروط خاصة في التفكير وتهدف إلى بناء تفسير واضح المعالم قادر على الإقناع. وتلك كانت بداية الانغلاق في أنساق مضبوطة الحدود، إذ عمد المتكلمون إلى صياغة الأدلّة على وجود الله بالاعتماد على التأصيل المنطقي. ”