عباس عبد النور من مواليد دمنهور، شيخ تقي ، سني المذهب. فقيه. مدير تكية. ورث الدين عن آباء مشهود لهم بالتقوى وصلابة العقيدة وحسن السلوك.
قضى ستين عاما من عمره مسلما تقيا، وإمام مسجد، وخطيبا رائعا، وكاتبا وشاعرا ومفسرا للقرآن الكريم، ثم نشر كتابه ( محنتي مع القرآن ) وكفر عندما بلغ الثمانين من عمره، وكتابه هو أخطر كتب الالحاد .
ألتحق بكلية اصول الدين في الأزهر. ومنح مساعدة من دائرة الأوقاف الإسلامية ، فانتقل إلى جامعة السوربون في باريس ليحضر دكتوراه في فلسفة العلم، وتمكن من الفلسفة والعلم معاً.
ولما عاد إلى مدينته أصبح إماماً وخطيباً في أحد مساجدها، وكان له فيها مريدون، نشأهم على الإيمان وحسن العبادة، كما كان أستاذاً جامعياً، ومؤلفاً لكتب فلسفية وعلمية عديدة.
إلا أن حياته الفكرية لم تكن من دون قلق ولا حياته الدينية من دون شكوك، لقد كان عقله يثير موضوعات شائكة، وكان إيمانه يكفيه الجواب على كل معضلة..
صراع العلم والإيمان ابتدأ عند عباس باكراً، صراع لم تتح له الفرصة ليطرح علناً. ولو خارج من الخفاء منذ نشأته، لما وصل إلى هذا الحد من العنف المعبر عنه في هذا الكتاب الذي قل نظيره.