ايفان بونين photo

ايفان بونين

Arabic profile for Ivan Alekseyevich Bunin

إيفان أليكسيفتش بونين

في عام ١٨٧٤ قررت أسرة بونين ترك المدينة والاقامة في قرية بوتيركي بمحافظة أوريول حيث كانت توجد آخر ضيعة للأسرة. وهناك استمع إيفان إلى حكايات وأغاني الفلاحين وتشبع بحب الريف الروسي.

وكان الصبي بونين يقضي طوال يومه في القرى المجاورة ويرعى الماشية مع الصبيان من أبناء الفلاحين وربطته أواصر الصداقة مع بعضهم.

وفي هذه السن بالذات تكشف تعامله الأدبي مع الحياة والذي تجسد في القدرة على تصوير الناس عبر الإيماءات والحركات إذ كان محدثا موهوبا منذ ذلك الوقت.

وفي سن الثامنة نظم بونين أول قصيدة . ولدى بلوغه الحادية عشرة من العمر التحق عام ١٨٨١ بالمدرسة في مدينة وفي البداية كانت الدراسة سهلة حيث كان يحفظ قصيدة من صفحة كاملة إذا ما أعجبته.

واصل بونين في المدرسة قرض الشعر مقلدا ميخائيل ليرمنتوف وبوشكين وغيرهما من شعراء روسيا الكبار. وكان يقرأ كل كتاب يقع بين يديه.

لم يختتم بونين تعليمه في المدرسة وواصل التعليم لاحقا بصورة مستقلة تحت اشراف شقيقه يولي اليكسييفتش الأستاذ في الجامعة. وفي خريف عام ١٨٨٩ بدأ العمل في صحيفة " اورلوفسكي فيستنيك" ونشر فيها قصصه وأشعاره ومقالاته في النقد الأدبي وخصص له عمود دائم في الصحيفة. وكان يكسب رزقه من الكتابة الأدبية.

.

في خريف عام ١٨٩٢ انتقل ايفان بونين مع صديقته باشينكو للإقامة في بولتافا حيث كان يعمل شقيقه يولي اليكسييفتش في منصب خبير في دائرة الاحصاء في المدينة. وألحق شقيقه الأصغر وصديقته بالعمل هناك.

وشارك الاخوان إيفان ويولي بونين في هيئة تحرير صحيفة " أخبار محافظة بولتافا" التي كانت خاضعة منذ عام ١٨٩٤ تحت تأثير المثقفين التقدميين. ونشر إيفان بونين بعض أعماله في هذه الصحيفة وكذلك في جريدة " كييفليانين"، وفي هذه الفترة بدأ نشر اشعار وقصص بونين في المجلات الموجودة. وجذبت كتاباته اهتمام كبار النقاد. وتنبأ له الناقد نيقولاي ميخايلوفسكي لدى مطالعته قصة " مشهد من القرية" بأن يصبح " كاتبا كبيرا".

في فترة ١٨٩٣ – ١٨٩٤ أبدى بونين ولعا كبيرا بالحركة التولستوية فزار القرى التي يعيش أهلها وفق وصايا تولستوي في العودة إلى أحضان الطبيعة واتباع أسلوب حياة بسيط . وفي يناير عام ١٨٩٤ زار تولستوي نفسه في ضيعته والذي أقنعه بالعدول عن " الغلو في حياة البساطة" التي كان يدعو إليها بعض اتباعه.

في ربيع وصيف عام ١٨٩٤ قام إيفان بونين بجولة في انحاء أوكرانيا. وقد أعرب في كتاباته عن إعجابه بأوكرانيا وقراها وسهوبها وسعى إلى التقارب مع شعبها والإصغاء إلى أغانيه وصدى روحه.

في عام ١٨٩٥ هربت منه صديقته باشينكو التي تزوجت صديقه أرسيني بيبيكوف. وقد تأثر بونين لهذا الحدث كثيرا فترك عمله في بولتافا وانتقل إلى بطرسبورغ ومنها إلى موسكو حيث انخرط في أوساطهما الأدبية. وحقق هناك نجاحا باهرا . كما التقى مشاهير أدباء ونقاد العصر مثل تشيخوف وكورولينكو وكوبرين وميخايلوفسكي وسولوغوب وغيرهم.

ومن ثم سافر إلى أوديسا حيث تزوج آنا تساكني في عام ١٨٩٥ لكن العلاقة الزوجية لم تدم طويلا بعد وفاة طفلهما الوحيد نيقولاي وانتهت بالطلاق. ومن هناك سافر إلى يالطا حيث التقى تشيخوف وغوركي وتعرف على المخرج المسرحي قسطنطين ستانيسلافسكي والملحن سيرغي رخمانينوف وفناني مسرح موسكو الفني الذين زاروا المدينة آنذاك. علما ان علاقته توطدت كثيرا مع تشيخوف وصار غالبا ما يزوره في يالطا وفي موسكو.

وشهدت بداية التسعينيات مرحلة جديدة من حياة بونين حيث قام برحلات كثيرة في أوروبا وبلدان أفريقيا والشرق الأوسط التي تركت فيه انطباعات شديدة تجسدت في قصصه التي لقيت إقبالا كبيرا لدى القراء ولمع اسمه بصفته من أحسن كتاب روسيا في تلك الفترة.

في مطلع عام ١٩٠١ نشر ديوانه " سقوط أوراق الشجر" الذي أثار صدى كبيرا لدى النقاد. وفي عام ١٩٠٣ منح بونين جائزة بوشكين التي تقدمها أكاديمية العلوم الروسية إلى الأدباء والمبدعين سنويا.

في عام ١٩٠٦ تعرف بونين في موسكو على زوجته القادمة فيرا مورمتسيفا التي رافقته في جولته في مصر وسورية وفلسطين. وفي هذه الفترة نشر قصصه التي يتحدث فيها عن انطباعاته حول الشرق . ونظم أيامذاك قصائده الشهيرة ذات الموضوع الإسلامي :" ليلة القدر" و" الهجرة" و" امرؤ القيس" و"البدوي " و" القافلة" وكذلك قصصه "معبد الشمس " و" بحر الآلهة" و" ظل الطير" وغيرها.

وقد اتسمت اعماله النثرية بعد هذه الجولة بصبغة جديدة. وقد منحته أكاديمية العلوم الروسية جائزة بوشكين الثانية في عام ١٩٠٩ لقاء قصة "ظل الطير" وغيرها التي صدرت في تلك الفترة ولترجمته أشعار بايرون إلى اللغة الروسية.وانتخب بونين في العام نفسه لنيل لقب أكاديمي شرف.


“لا توجد سعادة في الحياة، بل توجد ومضات لها فقط .. فثمّنها، ولتحيَ بها.”
ايفان بونين
Read more