“ياله من شيء مذهل -رؤية ظهر يبتعد- ظهر كائنٍ طُعِنَ على نحوٍ جائرٍ وهو يرحل من دون رجعة ! فيه نوعٌ من العجز , والضعف يطالب بالشفقة , يناديك , ويرغمك على أن تتبعه .ثمّة في ظهر كائنٍ يبتعد شيءٌ يستحضر جميع المظالم والإهانات التي قد نشعر أيضاً بالحاجة لروايتها فيما بعد , ويردّد بأنّه لابد من القول وداعاً مرة أخرى , لابد من فعل ذلك سريعاً , مباشرةً لأن هذا الكائن يرحل إلى الأبد تاركاً وراءه الكثير من الألم الذي سيبقى يؤلم لأمدٍ طويل , وربّما , عند الشيخوخة , سيحرم العيوم من النوم في الليل .”
“كأن تجربتي في الحبّ أقنعتني بأنّ وحدهُ مَنْ لم يعد الحب عنده سوى ذكرى يستطيع أن يتكلم كلاماً جميلاً عن الحب - وأنّ وحده مَنْ ضعُفَت حساسيته يستطيع الكلام عن الحب بطريقة مقنعة , أمّا الذي لا زال قلبه نابضاً بالحبّ فليس بوسعه إلاّ أن يصمت.”