يوسف السباعي

“أيخفق القلب لشئ غير ملموس ؟ .. لرائحة سارية؟ أو لذكرى عابرة ؟ و لا يخفق لبقية ملموسة ضمها الثرى ، و اثر محسوس حوته الارض.”

“لا .. لا .. ليست هذه العظام انقاضا كأنقاض الدمن ، إنها قد تكون كذلك .. لو لم يكن في صدورنا فؤاد يخفق وقلب يدق وينبض .. اما وهذه تكمن في حنايانا .. فما أعز البقايا وما أكرم الأنقاض .. انها آثار عزيز غاب ، ودلائل حبيب فقد.”

“المظهر غرار خداع وما من إنسان إلا ويفتنه الكساء المزركش والقشرة البراقة. إن العين قد يبهرها ولكن القلب لا يخدع بالطلاء ولا يستقر على زبد يذهب جفاء..”

“من البله أن تفرى من الحب، لا لشئ إلا لأنك أخفقت مرة .. فمثلك مثل الذى صادف فى طعامه حصاة فأقسم ألا يذوق طعاما حتى يتجنب الحصى، إلى أن مات جوعا ...! وإنه لخير لك أن تتذوقى اللذة والألم من ألا تذوقى شيئا .. لا يا صاحبتى الحياة سلسلة متع وآلام، فان أضعت المتع، خشية الآلام، فكأنك ما حييت ...”

“إن ربح العمر ساعات السرور .. وأحكم الناس فى هذه الدنيا رجل استطاع ألا يحزن، فجعل كل عمره ربحاً.”

“لا وطنية ولا دين ولا مبادئ ولا شئ من هذا كله يمكن أن يكون سبب النزاع البشرى إنها كلها مسميات براقة تستر وراءها الداء الأصلى ... وهو الطمع والأنانية.”

“إن كل ما لم يكشف عنه الغيب .. مهما بلغ يأسنا منه .. قد نتنظر منه شيئا.”

“إن الأحلام حلوة والحقائق مريرة.. وشر ما فى الأحلام أنها تجسد لنا مرارة الحقائق إذا ما فتحنا العين عليها.”

“ ان السعادة بطبيعتها محدودة المدى فلا تفرط فى مسبباتها والا فقدت هذه المسببات قدرتها على منحك السعادة ”

“النزاهة والعفة والمروءة والتضحية!!أتظن أن هذا هو ما يدفع بالمرء إلى مرتبة الزعماء في هذا الزمن؟ .. هل تظن أن زعماء هذا الزمن يجب أن تتوفر فيهم هذه المزايا والأخلاق؟!أنت أبله يا سيدي ولا تؤاخذني في الكلمة.”

“كيف يريد الانسان سعادة دائمة و حياته نفسها لن تدوم”

“إن سوء الحظ إذا مابدأ فلن ينتهي حتى يتلف كل شئ.”

“حمدالله أن وهبنا العزاء في الأحلام والسلوى في الذكريات”

“لقد قيل: ليس على الاعمى والمجنون حرج .. ولو انصفوا لقالوا: ليس على الاعمى والمجنون والعاشق حرج”

“كنت احب وعندما يحب الانسان .. لا تنكري منه فعلا أيا كان”

“إن المرأة إذاأحبت فهي تفضل مسح حذاء زوجها على رئاسة الوزراء”

“قاتل الله كل قلب مرهف خفاق .. إنه يورد صاحبه مورد المذلة والضعف والحاجة.”

“.. إني لا أخشى الموت في ذاتهولكن أخشى وسائله المسرحية الحمقاء.”

“بقي بعد ذلك أن نسأل الله : أيهما أقرب إليه؟! فقيه مخادع, أم مهرج أمين ؟!.”

“(اتق شر من احسنت اليه)انه مثل صحيح مائة في المائة.. فإن الناس قد انطوو على الخبث والسفالة والدناءة , فليس أسهل على البشر من نسيان الاحسان .. وانكار الفضل .. واعتباره بمضي المدة حقا لهم وواجبا عليك نحوهم لابد لك من تأديته .. فإذا ارغمتك الظروف على منعه عنهم ملأ نفوسهم السخط عليك والتبرم منك .. واتهموك بانك ظالم قاس.أجل يا سيدي .. إن شر ما في النفس البشرية هي ان تعتاد الفضل من صاحب الفضل,فلا تعود تحس به فضلا .. بل تراه امرا طبيعيا .. ويدفعها ماجبلت عليه من طمع إلى ان تستزيد منه .. وإلى ان تكون أول من تحسد صاحب الفضل على مااعطاه الله وحباه.”

“كثيرا ما ينطلق تفكيري في ناحية و يتبلد تفكيري في ناحية أخرى ... فأظل مقيدا في موضعي لا سلطان لتفكيري على تصرفاتي”

“السياسة في مصر هي الحرفة التي توصل إلى الحكم ، والأحزاب هي فرق تتبارى وتتسابق في الوصول إلى الحكم ، والحكم مفروض فيه أن يكون الوسيلة لقيادة البلد والنهوض به والعمل على رخاء الشعب ، ولكن الحكم في هذا البلد ليس وسيلة لشيء ، اللهم إلا رخاء هذه الفرق السياسية المسماة الأحزاب ، أما رخاء الشعب وقيادته وإصلاحه والنهوض به فتلك أشياء قد لا تأتي في أذهان الحاكمين إلا عرضاً، أولا تأتي أبداً.”

“هنا يرقد الرجل المجنون ...والمرأه التافهه ..يالهما من تافهيين”

“أخلاق، شجاعة، نزاهة، إخلاص ... هذه كلها أشياء موجودة في نفوسكم ولكنها راقدة في غفوة لقد علاها الصدأ من طول الركود شيء واحد هو الذي يحركها وهو أن تتبعوا بإخلاص قول القائل: عامل الناس بما تحب أن يعاملوك به.”

“ليس الذنب ذنبي ...إنه ذنب الذي سكب النفاق والغش والخديعة في النهر ... ماذا يفعل ذو مروءة بين أهل الخداع في أرض النفاق ؟”

“عجباً !! إن الإنسان ليضيع عمره وهو مستسلم عاجز ، ثم يكتشف فجأة أن وسيلته للوصول إلى ما يرجوه في متناول يده ، وأنه ليس عليه إلا أن يكف عن الاستسلام والانتظار ويمد يده ليأخذ ما يريد .”

“أنت أحياناً تبصر ما تحب أن تبصر ، لا ما تبصر فعلاً.”

“إن حياتنا لا تتشكل حسب مشاعرنا وأهوئنا .. إن هناك قيوداً مادية تحتم سيرنا في اتجاهات لا تملك مشاعرنا تغييرها ..رغم أننا في نشوتنا وهيامنا نجزم لأنفسنا أنه يكفي أن نشعر وأن يبادلنا الطرف الآخر الشعور حتى يهون كل أمر ويضحي غير ذلك من الماديات المفروضة علينا تفاهات لا تدخل في حساب رسمنا لمستقبلنا ولا تؤثر على تنفيذ مشروعات أمانينا وخطط أحلامنا.”

“ولكن الصدف لا تكرر الهبة ولا تعطي أبداً حين تسأل ، وإنما تأتي على غير توقع أو انتظار.”

“لا أظن هناك فارقا كبيرا بين الإنسان في حالة الجنون أو في حالة العقل ولا أظن هناك حدودا معروفة فاصلة بين الجنون وحالة العقل إذ ليس هناك مقاييس للعقل تجعلها مستوى للمقارنة .. فالمسألة .. كلها مسألة نسبية ، والعاقل في قوم مجانين يتساوى مع المجنون في قوم عقلاء ، ومن منتهى العقل منتهى الجنون .. فأعقل الناس أشدهم نبوغا ، وأشدهم نبوغا أكثرهم جنونا.”

“إن اليهود الذين فرقهم الله في الأرض شيعا .. قد فرقوكم شيعا إن اليهود الضالين قد أضلوكم، إن اليهود الجبناء قد جعلوا منكم جبناء .. يا أمة العرب . يا أمة الخطب.”

“إن الإنسان صنيعة الأوهام .. إنه يعيش على الأوهام وبالأوهام، سعادته وهم، شقاؤه وهم, فرحه وهم وحزنه وهم.. هو لا يهمه أن ينعدم الشر بقدر ما يهمه ألّا يرى الشر.. إنه يفضل أن يُخدَع مائة مرة على أن يعلم أنّه خُدِعَ مرة.. ولا أظن هناك فارق كبير عنده بين أن تزول خبائث الحياة أو تستر عنه.”

“وأخيرا، انتهى به الأمر إلى أنه تعرّض للتهلكة، ووجد أنه لا يستطيع العيش بهذه الأخلاق .. وأن الفأر يجب عليه أن يكون لصاً، خبيثاً، جباناً وإلا كيف سيعيش !؟ أجل إن هذه هي الحياة تجبرنا على سوء الخُلُق.”

“أما الجهل المركب .. فمصابه ثقيل ، فهو جهل أولئك الذين لا يظنون بنفوسهم جهلا ..أولئك القادرون المسيطرون المترفعون المتكبرون ..الذين يكسون أنفسهم طلاء زائفا من الفهم والذكاء ..ويبهرون غيرهم بمظهرهم الكاذب الخادع فيتولون أمر سواهم ويتحكمون في مصائر غيرهم ..والجهل في باطنهم متأصل متحكم.”

“يا صاحبي لوأدرك الناس الحقيقة لخلت الدنيا من اهلها في لمحة عين”

“تعب إنها الحياه فما أعجب إلا من هو راغب في إزدياد”

“زعموا أن بلدة شاع فيها تناول الحشيش، وأدمن أهلها علي تعاطيه، وحدث ذات يوم أن ذهب القوم إلى الجامع لتأدية فريضة صلاة الجمعة..واحتشدوا في رحبة الجامع حتى أذن للصلاة، فاعتلى الخطيب المنبر وبدأ في إلقاء خطبته..وأخذ في وعظ القوم وإرشادهم، وحثهم على ترك الحشيش، مبيناً لهم أضراره، معدداً مساؤه وأخطاره.. ذاكراً مل أعده الله من عقاب لمدمنيه في الدنيا والآخرة..لاعناً كل من تعاطاه أو ساعد على تعاطيه.. محذراً كل من اتجر فيه أو حمله أو نقله..وهكذا استمر في وعظه حتى بح منه الصوت، ولم يكد ينتهي من خطبته حتى علا بين المستمعين صوت يسأله في تخابث و استعباط: الحشيش أنهوا يا سيدنا؟..حشيش الأرانب؟!ونظر إليه الخطيب في غيظ واستنكار، ثم مد يده إلى عمامته، فأخرج من بين طبقات الشال الأبيض فص حشيش، وأجاب السائل ببساطة متناهية:لا..الحشيش ده يا روح أمك!”

“ولكن كيف نتطهر من الدنس إذا لم نوجد في الدنس ، ونتسانى عن الشرور إذا لم تغمرنا الشرور ..”

“وحتى الموت لن يفرق بيننا .. سأحبك حتى بعد الموت .. فإن حبك أبقى في روحي من الروح الباقية.”

“هكذا الانسان دائما..يزهد فيما منح ,ويبكى على ما ضاع”

“فما من بشر يحس بحاجة غيره..وما من بشر يحس بالفائض عن حاجته...فهو ابدا في حاجة، وغيره في غير حاجة.”

“إن هؤلاء البشر كلاب مسعورة وأفاع رقط .. فإذا دفعتك مروءتك إلى أن تعطيهم إحسانا فاقذف به إليهم ثم اجر من أمامهم .. أعطهم الفضل وفر منهم .. لا تنتظر حتى مجرد الشكر .. انج بنفسك .. واذكر المثل .. اتق شر من أحسنت إليه.”

“ضعى بنفسك النهاية ...تجعلى من أيامك الخالية ذكرى جميلة ..تعاودك كالنسمة العطرة فى خريف عمرك..كونى حازمة واطوى صفحة حبك قبل أن تتلقفها الايدى العابثة”

“إن إلهاماً في داخلنا يدفعنا أحياناً إلى الطريق الصحيح الذي يجب أن نسلكه..”

“خير للإنسان أن يقدره الناس بأعماله الدائمة وشخصيته الطبيعية ، من أن يقدروه بهذه الأعمال الفجائية المعتمدة على الظروف والفرص.”

“ولكنه لا يفعل، لأنه ضعيف الإرادة ،أو لأن تعلقه بالأمنية الوهمية العذبة،أقوى من إرادته ،بل أقوى من كل شئ في حياته،أقوى.. حتى من حبه لأمه وأبيه ..بل ونفسه.”

“أيكون نصيب أكثر الناس إحساساً بك .. ومعرفة لقدرك .. هو أن يبقى منك في عالم الإنكار .. والجحود .. والإهمال .. والنسيان.”

“لست أشك في أن الحب هو أخف أسباب الذنب و أكثرها تبريرا لطلب الغفران ..”

“إنكار الشئ لا يكون بالتفكير فيه حتى ولو كان إنكارياً، أو استبعادياً.. إنما تفكر في الذي تحاول استبقاءه في ذهنك ، حتى ولو بالتظاهر بطرده وإهماله وإنكاره.. ولو وددت استبعاده ، لما شغل من ذهنك أكثر مما يشغله كوز الذرة في الحقل ، أو القلم على المنضدة ، أو الحشية على فراشك.”

“لشد ما يكره هذاالواقع فليس أقدر منه على تشويه الأحلام..”