ولد أبو الرواية اللبنانية الحديثة في بيت شباب عام 1929. تلقّى دروسه في مدرسة القرية، قبل أن يستكمل دراسته الثانوية في مدرسة اليسوعية في بيروت، ويلتحق بجامعة القديس يوسف للآباء اليسوعيين لدراسة الفلسفة والحقوق. عمل في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، وخاض بشكل مواز تجربة الكتابة. صدرت مجموعته القصصية الأولى «طعم الرماد» عام 1952، تبعتها «ليل الشتاء» (1955) التي حازت جائزة «جمعيّة أهل القلم»، و«الأرض القديمة» (1962) التي حازت بدورها جائزة «أصدقاء الكتاب». انتقل إلى الرواية مع «أربعة أفراس حمر» (1964). ثم كتب «لا تنبت جذور في السماء» (1971) التي وضعته في مصافّ أبرز الروائيين العرب. تختصر الرواية مرحلة الأسئلة السياسية والفكرية التي عرفتها بيروت عشيّة الحرب الأهليّة... ثم أصدر «الظل والصدى» (1989)، مختتماً بها ثلاثيّته الروائيّة. لكنّ الأشقر لم يهجر كتابة القصّة، إذ أصدر «خطيب الضيعة» (١٩٧٢)، ومجموعته الأبرز «المظلة والملك وهاجس الموت» (1980) التي تدور في مناخات الحرب، وأخيراً «آخر القدماء» (1985). توفي عام 1992 وهو في ذروة عطائه. أعماله الأبرز صادرة عن «دار النهار» في بيروت.
“الاسخريوطي! قد لا يكون خائنًا, وجد ليتمم النبوءة قيل. الاسخريوطي كان يعرف ما ستكون نهاية يسوع, لذلك اراد أن يصالحه مع المجمع قيل. الاسخريوطي ضد القتل, لذلك دلّهم عليه ليتحاوروا معه قيل. الاسخريوطي بريء, بيلاطس هو القاتل.”
“مع مها كان معزولًا, مع الكتابة كان معزولًا, مع المال والمقتنيات كان معزولًا, مع مارت كان معزولًا لكنه كان قد تعب العزلة...ربما, ربما!...ما لم يقله أبوه يعرفه هو, عزلته بالأصل زهد, نظرة إلى الحياة كنظام موقت, وعمره لم يعنِ له الموقت شيئًا.هو وحده يعرف متى أدرك تكون العزلة فيه, ورآه ينمو بحزن لا يستطيع تجاهه شيئًا.لماذا تركه الله؟! وقتها...وقتها! يعرف هو منذ فقد أيام الله وعى العزلة.”
“الآن أتعرف ما هو الانتظار؟ هو الخيبة عند التحقيق أو بعده, الآن فيما يتعلق بي فأنا لا أشعر بفراغ لأنني أنتظر ولا أخاف الخيبة إذا لم يحدث ما أنتظر لأني أنتظر دائمًا ما لا أعلم.”
“لولا الاعلام هل كان صلب المسيح سمّي فداءً أم جزاءً مهينًا لكافر مثل جميع الذين ماتوا على الصلبان ولو تشبّثًا بحق.”
“اسكندر تجيّف لإنكسار المقدس فيه, مقدّس كفرملات, مقدّس الحب, مقدّس القدّاس والزياح, مقدس التتخيتة والقبو في بيتهم فوق, وليست هناك صيغة لتحلّ محل المقدس بالنسبة للذين عرفوها, هناك تمويه فقط, اسكندر تموّه سلحفاةً كبيرةً في أرجاء البيت”
“- أتذكر؟ جسد وترفعه!- رفعته. وما وجدت!”
“فتح اسكندر عينيه تعبًا كالعادة, مشتاقًا إلى النوم كالعادة, وكالعادة أيضًا عرف أنه لن يستطيع أن ينام.يستيقظ, هكذا, كأن يدً هزّته وفي آخر معدته غثيان من كل شيء, من النهار والليل والناس ونفسه, وفي ضميره وحشة مستغربة من كل ما يعمله, من كل ما يمكن له أن يعمله.”
“يا باولا يعن ببالي أحيانًا أن أنتحر فما- رأيك؟ اذا كان يعن ببالك فلماذا لا تنتحر؟- من البلاهة أن أموت هكذا بلا سبب, يجب أن- أجد مبرّرًا لموتي. هل وجدت مبررًا لحياتك؟- عادة يكفي مبرر الحياة لأيّ نوع من الموت- أفهِمتِ؟”
“نحن ما؟ سأقول لك نحن ما: أنا واسكندر وجهان لشخص واحد، أو وجهان لشيء واحد، كالعملة الورقية لإزالة وجه يجب إزالة الآخر... كل منهما على وجه ولا يلتقيان.”
“جسدٌ وترفعه. إنه ثقيل. يشد إلى الأرض. يبلى ويذوب. لا ترفعه، فلا يقع. أتركه على الأرض قربك”