“حين يصنع المهندس بيتًا جميلاً، فهو إنما يطبع المادة الخارجية - بفكرة داخله، أو يقربها من المثل الأعلى الباطني فيه، ولهذا السبب وحده كان يراه جميلاً كلما نظر إليه. وبناءً على ذلك لا يرجع الجمال إلى المادة بل يرجع دائمًا إلى الصورة، وعلى الفنان إن أراد بلوغ الكمال في عمله ألا ينقل عن الطبيعة، بل عليه أن يستمد من عالم المعقولات الصورة الكاملة المعقولة التي تتشكل بها الطبيعة. فالجمال إن وُجِدَ في الطبيعة أو وُجِدَ في الفن فإنما مصدره دائمًا الصورة التي تنتسب إلى العالم العقلي، لأن الطبيعة تحاكي النماذج العقلية أو المثل على حد قول أفلاطون. وعلى الإنسان إذا ما أراد بلوغ الكمال في عمله أن يطهر نفسه حتى تُكتَشف هذه المثل العقلية الي هي موجودة بباطنه والتي تصله بالعالَم الإلهي الخالد.”