“والعوام هم قوة المستبد وقوته . بهم عليهم يصول ويطول . يأسرهم فيتهللون لشوكته، ويغصب أموالهم فيحمدونه على إبقائه حياتهم، ويهينهم فيثنون على رفعته، ويغرى بعضهم على بعض فيفتخرون بسياسته، أذا أسرف فى أموالهم يقولون كريم، وأذا قتل منهم ولم يمثل يعتبرونه رحيم، ويسوقهم إلى خطر الموت فيطيعونه مخافة التوبيخ، وإن نقم عليه منهم بعض الأباة قاتلهم كأنهم بغاة ، والحاصل أن العوام يذبحون أنفسهم بأيديهم بسبب الخوف الناشئ عن الجهل والغباوة فإذا ارتفع الجهل وتنور العقل زال الخوف، وأصبح الناس لا ينقادون طبعاً لغير منافعهم ”