عبد الكريم بن هوازن القشيري photo

عبد الكريم بن هوازن القشيري

إمام الصوفية وصاحب الرسالة القشيرية في علم التصوف.

ولد بقرية تدعى "إستو" من قرى "نيسابور" في ربيع الأول من سنة 346 هـ. توفي أبوه و هو طفل صغير و بقي في كنف أمه إلى أن تعلم الأدب، والعربية، ثم رحل بعد ذلك من "إستوا" إلى نيسابور قاصدا تعلم ما يكفيه من طرق الحساب لحماية أهل قريته من ظلم عمال الخراج. فكانت هذه الرحلة تعبر في جوهرها عن أهم حلقات الآثار النفسية التي ترسبت في شخصية القشيري، و التي اتضحت فيما بعد في مواقفه أمام السلطة الزمنية.

حلقة الإمام أبي علي الدقاق و كان لسان عصره في التصوف، و علوم الشريعة، فقبل القشيري في حلقته بشرط أن يكتسب الشريعة، و يتقن علومها. و هذا ما يفسر دعوة القشيري في مشروعه الإصلاحي إلى الملازمة بين علوم الشريعة و التصوف. و قد قبل هذا الشرط و عكف على دراسة الفقه عند أئمته. و لما انتهى منه حضر عند الإمام أبي بكر بن فورك ليتعلم الأصول. فبرع في الفقه و الأصول معا، وصار من أحسن تلاميذته ضبطا، وسلوكا.

وبعد وفاة أبي بكر اختلف إلى الأستاذ أبي إسحاق الإسفراييني، و قعد يسمع جميع دروسه، وبعد أيام، قال له الأستاذ: هذا العلم لا يحصل بالسماع، فأعاد عليه ما سمعه منه، فقال له : لست تحتاج إلى دروسي بل يكفيك أن تطالع مصنفاتي، و تنظر في طريقتي و إن أشكل عليك شيء طالعتني به: ففعل ذلك و جمع بين طريقته وطريقة ابن فورك.

ثم نظر في كتب القاضي أبي بكر بن الطيب الباقلاني، و بذلك صار القشيري بارعا في الفقه، و الأصول مما دفع بالجويني إمام الحرمين أن يصاحبه، و يحج معه رفقة أبي بكر البيهقي. و لم يقتصر القشيري على الفقه و الأصول، بل كان متحققا في علم الكلام و مفسرا، متفننا نحويا و لغويا، أديبا كاتبا شاعرا، شجاعا بطلا، له في الفروسية و استعمال السلاح الآثار الجميلة.

و هكذا حقق الإمام القشيري ما طلبه منه أستاذه "الدقاق" في تحصيل علوم الشريعة. كل ذلك و هو يحضر حلقات أستاذه "الدقاق" في التصوف و المباحث النفسانية إلى لأن رأى فيه قبسا من النبوغ، و العطاء فزوجه كريمته و مات أبو علي الدقاق و هو في غاية الاطمئنان على محاضرات التصوف بين يدي تلميذه الذي أجمع أهل عصره على أنه سيد زمانه، وقدوة وقته، و بركة المسلمين في ذلك العصر. و عندما نال القشيري هذه الشهادة أصبح أستاذ خراسان بدون منازع.


“الفرق بين الرجاء وبين التمني، أن التمني يورث صاحبه الكسل,ولا يسلك طريق الجد والجهد, وبعكسه صاحب الرجاء,فالرجاء محمود والتمني معلول”
عبد الكريم بن هوازن القشيري
Read more
“قيل : يستدل على تقوى الرجل بثلاث : حسن التوكل فيما لم ينل، وحسن الرضا فيما قد نال، وحسن الصبر على ما قد فات”
عبد الكريم بن هوازن القشيري
Read more
“قيل : إذا أراد الله أن ينقل العبد من ذل المعصية إلى عز الطاعة آنسه بالوحدة، وأغناه بالقناعة، وبصّره بعيوب نفسه”
عبد الكريم بن هوازن القشيري
Read more