عثمان أمين photo

عثمان أمين

عثمان أمين من أساتذة قسم الفلسفة بجامعة القاهرة، وصاحب الجوّانية، بعد حصوله على الليسانس من جامعة القاهرة.

استخلص عثمان أمين فلسفة خاصة ابتكرها وأطلق عليها "الجوانية"، اهتدى إليها بعد إطالة النظر في أمور النفس، ومتابعة التأمل في بطون الكتب، مع مداومة التعرض لتجربة الوقائع والمعاناة لشئون الناس.

بعد حصوله على الليسانس من جامعة القاهرة سنة (1349 هـ = 1930م) سافر إلى باريس في بعثة دراسية أرسلتها كلية الآداب لدراسة الدكتوراة بجامعة السربون، وقضى هناك نحو سبع سنوات كان خلالها جادًا دائمًا، نهل من موارد البحث والدرس ما وسعه الجهد، قرأ في الأدب والفن، كما قرأ في العلم والفلسفة، وتابع كبار الأساتذة، وجوّد لغته الفرنسية إلى جانب الإنجليزية، وضم إليها حظا غير قليل من اليونانية واللاتينية، واستطاع أثناء بعثته أن يحقق كتابا من أهم كتب المعلم الثاني أبي نصر الفارابي وهو كتاب إحصاء العلوم.

توج عثمان أمين جهده العلمي في هذه الفترة بحصوله على الدكتوراة برسالة هامة عن الإمام محمد عبده، وكان به معجبًا وله مقدرًا، حيث يعده واحدًا من رسل الوعي الإنساني، ويرى إذاعة مذهبه الذي يمثل أجمل ما في الفكر الإسلامي الحديث، وأبقى ما في الروح العربية التجديدية.

له العديد من المؤلفات الهامة: مثل ديكارت، الفلسفة الرواقية، رائد الفكر المصري محمد عبده، "شخصيات ومذاهب إسلامية"، "محاولات فلسفية"، "شيلر" "رواد الوعي الإنساني في الشرق الإسلامي"، كما ترجم عدة كتب من نفائس الفلسفة الغربية، منها: "دفاع عن العلم" لألبير ماييه، و"التأملات في الفلسفة الأولى"، و"مبادئ الفلسفة" وكلاهما لديكارت، و"مستقبل الإنسانية" لكارل ياسبرز، و"في الفلسفة والشعر" لمارتن هيدجر. إلى جانب ذلك أسهم في تحرير أربعة فصول من دائرة المعارف الإسلامية المطبوعة باللغة الأردية في لاهور سنة (1380هـ = 1960م)، وأسهم في كتاب تاريخ الفكر في الإسلام، المنشور بالإنجليزية في هولندا سنة (1378هـ = 1958) وكتاب الشرق الأوسط المعاصر المنشور بالإنجليزية في نيويورك سنة (1385هـ = 1965م).


“الدعوة إلى الوعي الإنساني لا بد أن تسبق الدعوة إلى الوعي القومي، خلافاً لما يتوهم بعض المتوهمين: فإنك لا تستطيع أن تحرك فرداً من الأفراد إلى معنى أو عمل ينفع قومه، مالم تحرك فيه إنسانيته أولاً. ولا ريب أن من لوازم الإنسانية الإيثار والغيرية، والعمل من أجل المجموع، والتحرر من الأثر والأنانية. وكل دعوة قومية لا تعتمد على دعوة إنسانية يكون نصيبها الفناء.”
عثمان أمين
Read more
“من لم ينشأ على أن يحب لغة قومه، استخف بتراث أمته، و استهان بخصائص قوميته. و من لم يبذل الجهد في بلوغ درجة الإتقان في أمر من الأمور الجوهرية، اتسمت حياته بتبلد الشعور و انحلال الشخصية، و القعود عن العمل، و أصبح ديدنه التهاون و السطحية في سائر أموره.”
عثمان أمين
Read more