“يجب أن تكون حالة أوروبا مع الإسلام بعيدة من كل هذه الإعتبارات الثقيلة، وأن تكون حالة شكر أبدي بدلاً من نُكران الجميل الممقوت والازدراء المُهين، فإن أوروبا لم تعترف إلى يومنا هذا بإخلاص طوية وقلب سليم، بالدﱠيْن العظيم المدينة به للتربية الإسلامية والمدنية العربية، فقد اعترفت به بفتور وعدم اكتراث عندما كان أهلها غارقين في بحار الهمجية والجهل في العصور المظلمة فقط. ولقد وصلت المدنية الإسلامية عند العرب إلى أعلى مستوى من عظمة العمران والعلم، فأحيت المجتمع الأوروبي وحفظته من الانحطاط، ولم نعترف -ونحن نرى أنفسنا في أعلى قمة من التهذيب والمدنية- بأنه لولا التهذيب الإسلامي، ومدنية العرب وعلمهم وعظمتهم في مسائل المدنية، وحُسن نظام مدارسهم، لكانت أوروبا إلى اليوم غارقة في ظلمات الجهل”