باحث وصحافي سعودي، حائز دكتوراه في العلوم السياسية من جامعة وستمنستر البريطانية. متخصّص في الشأن السعودي ومسائل الإصلاح السياسي في المملكة. صدر له العديد من الكتب آخرها "الوطنية: هواجس الوحدة والانفصال في السعودية"
“شهدت الأحساء والقطيف في وقت مبكر المدارس الحكومية التي أسسها العثمانيون سنة ١٩٠٢م، وسبقت بذلك كل مناطق الخليج دون إستثناء، في حين لم يدخل التعليم النظامي في العهد السعودي إلا بعد ٢٥ عاماً من سقوط الأحساء، وبعد ٣٨ عاماً من إحتلال القطيف!!.”
“لقد كانت حملة مدحت باشا -السلطان العثماني- لإحتلال الاحساء جزءاً من سياسة الإصلاح العامة التي اتبعها العثمانيون في بلاد العرب، وكانوا جادِّين في تطبيقها، في المناطق التي استولوا عليها حديثاً في الخليج العربي، على الاقل. كانت هناك حساسية لدى العثمانيين تجاه تزايد النفوذ البريطاني في الخليج، ولم يغب عن بالهم أنهم ليسوا وحدهم في هذه المنطقة المتصارع عليها، وبالتالي كانا حريصين على انتهاج سياسة تفوت على العدو المتربص بهم ما كان يخطط لهم. ولهذا نجت الاحساء والقطيف من سياسة القمع والاستبداد التي استُخدمت بطغيان بشع في المناطق العربية الاخرى. من هنا كانت سياسة العثمانيين في المنطقة مرضيًّ عنها، بل كانت في الحقيقة الفترة الذهبية الوحيدة خلال قرنين من الزمان، ابتداء من سيطرة السعوديين الاولى عليها في مطلع القرن الثالث عشر الهجري، وحتى الوقت الحالي. أما الكُتَّاب والمؤرخون السعوديون، فقد تعودا على تضخيم سلبيات الحكم العثماني، ليُظهروا الحكم الذي خلفه الأتراك بصورة المخلص والمنقذ، وليُظهروا حجم الإنجاز الذي قدمه الحكم الجديد -الحكم السعودي- أو على الأقل لتخفيف وقع سلبيات حكم السعوديين.”
“مهما كان تقييم الباحثين لحكم الاتراك في المناطق العربية الاخرى.. فقد كان للأحساء وضعها الخاص في الادارة والحكم، وذلك يرجع لأسباب متعلقة بموقع الاحساء الجغرافي، وخصوصياتها الثقافية والتاريخية، وتركيبتها السكانية، اضافة الى وجود الصراع الانجليزي-التركي، حولها وعليها. حيث كان العثمانيون يحاولون وبشتى الأسباب والوسائل إرضاء الاهالي، وتخفيف الضغوط عنهم، وكان يكفي أن تُرسل عريضة من الاهالي إلى السلطان، او الى والي البصرة، او الى والي بغداد، حتى يُلبى الطلب، حتى ولو كان عزل المتصرف -المسؤول او الحاكم حسب النظرة التركية-.”
“كانت واحتا الاحساء والقطيف، أو ما عُرف بسنجق "نجد"، تشبهان الفتاة المدللة للأب العثماني!.. وإذا كان الحكم التركي المعروف بسوءه وطغيانه في ديار العراق والشام واليمن، يبدو واضحاً لكل الباحثين، فإن الاحساء لم يصبها من ذلك إلا النزر القليل التافه.”
“لعلنا لا نعدو الحقيقة إن قُلنا: أن القسم الأكبر من قبيلة بني خالد قد تحضروا سنة 1818م، وقد تسارع تحضرهم وإستيطانهم في واحتي الأحساء والقطيف ببروز قوة العجمان، وقد كان أحد أسباب ضعف بني خالد فيما بعد، هو ذوبانهم في التجمع الحضري، وفقدانهم للحمة العصبية الداخلية التي تجمعهم.”
“قبل أن يدخل الاسلام إلى منطقة إقليم البحرين، القطيف والاحساء البحرين، وبحكم غناها وثروتها وإتصالاتها بالأقوام المختلفة لأجل التجارة.. سكن فيها عدد من العناصر الغير عربية كالزط المجهولي النسب، والبنط، والسيابجة، وعدد محدود من الفرس الذين كانوا يحكمون المنطقة في جاهليتها.. إلا أن الغالبية العظمى كانت من عبدالقيس العرب. وحينما ظهر الاسلام إعتنقه أهلها سلماً، فكانت المنطقة ثاني منطقة تدخل الاسلام بعد المدينة المنورة. وتدفقت على المنطقة بعد ظهور الاسلام قبائل إمتزجت بالسكان .. فسكنتها بطون من بني عامر، وبني كلاب وغيرهم.. وفي الوقت نفسه هاجرت أعداد كبيرة من عبدالقيس الى العراق في العقد الثاني الهجري في خلافة عمر ابن الخطاب، خاصة الى البصرة والكوفة اللتين إبتنيتا حديثاً.. ولعل هذا ما يفسر الوجود الشيعي المكثف فيهما الذي بدا واضحاً في أواخر خلافة عثمان بن عفان. إن كثيراً من أُسر الشيعة المتحضرة -وهي كلها متحضرة- ترجع في أصولها الى هذه القبائل العربية، وإن كل المتحضرين في كل بلاد الدنيا لا يهتمون بالانساب والاعتزاز بها.. وإن العديد من سكان الاحساء والقطيف يعرفون أصولهم العرقية، رغم أنهم لا يستطيعون إثبات هذا الانتماء بذكر اتصاله بفرع معروف من فروع القبائل المذكورة، ويعتبر الباحثون أن هذا الامر طبيعيٌ جداً، وهي إحدى صفات التحضر والاستقرار(1).وبعكس هذا نجد البدو يعتزون بأنسابهم ويعرفون أصولهم، وكل بادية الاحساء والقطيف تتلقف الكثير منهم، وهم في أغلبهم سُنَّة يفدون من وسط وغرب وجنوب الجزيرة العربية، في حين كان السكان الحضر على الدوام شيعة. وكان البدو يفدون إلى المناطق الشرقية من الجزيرة العربية طمعاً في مراعيها المعشبة، وقرباً من مصادر الثراء والغنى والمياه والزراعة التي يقوم عليها الحضر.. وكان الخلاف بين البدو والحضر أمراً مألوفاً في كل الانحاء، ومن بينها الأحساء والقطيف، ولم يكن ذلك يعود لأسباب مذهبية، فالبدو -كما قال الباحثون- هم من أبعد الناس عن روابط الدين فضلاً عن المذهب، ولكن لأسباب إجتماعية وإقتصادية، وعادات تأصَّلت في البدو.تجدر الإشارة إلى أن كل قبيلة متى ضعفت، وزاحمتها قبيلة أخرى أقوى منها، فإنها تعمد كلها أو بعض فروعها إلى ثلاثة أمور: إما الإنضواء تحت سيطرة الأقوى، أو الهجرة إلى بلاد أخرى، أو الإستقرار في المدن والتحضر، فتترك البداوة، ويزول الإسم إلى من بعض الأفرع الضعيفة التي تنتسب إليها(2). ولذا فإن الكثير من الأسر الشيعية تنتمي إلى قبائل ضعفت أو هزمت في حروب سابقة، ونخص بالذكر قبيلة بني خالد التي ينتمي أعداد غير قليلة من الشيعة إليها.. وكان بنو خالد ق”
“حدث عام ١٢٦٠هـ أن وقعت معركة بين العجمان وحليفتها سبيع من جهة وقبائل مطير من جهة اخرى، وقد تكبدت مطير خسائر فادحة من الغبل والاسلحة والقتلى، وتشير المصادر التاريخية إلى أن قبيلة مطير هي المعتدية، (إلا أن الامير فيصل بن تركي -الدولة السعودية الثانية- عوض عن خسائر مطير بكرمٍ وسخاء من بيت مال القطيف -بيت الضرائب- لان محمد الدويش زعيم مطير كان من المخلصين له). ومع ذلك حُوكمَ العديد من الشيعة بالقطيف وقتلوا بحجة أنهم يتهربون من دفع الضرائب، أو أنهم إعتدوا على بيت مال المسلمين!. ”
“يقول المستشرق السوفياتي إليسكي فاسيلييك في كتابه صفحة ١٤٧،: لم يكن سكان المنطقة الشرقية من الجزيرة العربية متعاطفين كثيراً مع الرياض والوهابيين. إلا أن أهمية هذه المنطقة كبيرة لدرجة جعلت أمير الرياض -تركي بن فيصل- يرى ضرورة الاحتفاظ بها بحاميات دائمية هناك. ”
“كان من متاعب السعوديين في مناطق شرق الجزيرة العربية، انتشار المذهب الشيعي بين السكان ووجود تقليد استقلالي قوي.”
“زار إبن بطوطة القطيف ولاحظ شيعيتها -بغض النظر عن موقفه المذهبي المعادي-، فقد قال في كتابه المسمى تحفة الأنظار في غرائب الامصار وعجائب الاسفار، صفحة ١٨٦، قال: "ثم سافرنا إلى مدينة القطيف، وهي مدينة كبيرةٌ حسنةٌ ذات نخل كثير، يسكنها طوائف العرب، وهم رافضية غلاة، يظهرون الرفض جهاراً لا يتقون أحداً، (أي يمارسون حرياتهم الدينية دون الخوف)، ويقول مؤذنهم في أذانه بعد الشهادتين: أشهد أن علياً ولي الله، ويزيد بعد الحيعلتين: حي على خير العمل.. ويزيد بعد التكبير الاخير -أي بعد الانتهاء من الأذان-: محمدٌ وعليٌ خيرُ البشر، ومن خالفهما فقد كفر.”
“ملخص القول: إن التشيع كان ولا يزال المذهب الاول في المنطقة، منذ دخول الاسلام إليها وحتى اليوم.. ولا صحة للأقوال المغرضة التي تقول: إن التشيع انتشر أو وفد من إيران، بل الصحيح هو عكس ذلك، فأهل هذه المنطقة كانوا عنصراً هاماً في فتوحات فارس، وكانت الهجرة منهم إليها وليس العكس، فضلاً عن المذهب الرسمي في ايران قبل قيام الدولة الصفوية، أي أن عمر التشيع في إيران لم يزد عن خمسة قرون.”
“العوامية، جميع سكان هذا البلدة من الشيعة، ورجالها مشهورون بقوة البأس والمواجهة مع العدو، وقد تفرد أهلها خلال التاريخ القريب بمقاومة طغيان الحكم السعودي”
“الساحل الشرقي من الجزيرة العربية، حيث لا يمكن لحكومة نجديةٍ موحدةٍ أن تستقيمَ دون خيرات الأحساء، خاصةً وأن سنين مجاعة وفقر مرت على النجديين منذ إحتلال الدرعية على يد قوات إبراهيم باشا.”
“كان يتراءى للحكام السعوديين أن القبضة الحديدية الخضوع الظاهري لسلطان القوة، كافياً لإستمرار الدولة، بل وتوسيع رقعتها.. ورغم أن مظاهر الانشقاق السياسي والديني بادية للعيان حتى تقوم أخرى. ولكن غاب عن أعين الحاكمين أن إمتلاك القوة يختلف عن إمتلاك النفوس، وأن الخضوع الظاهري لا معنى له إن لم يكون هناك ولاء حقيقي لا يعتمد على المال ولا على الترهيب، وقد رأي الوهابيون كيف تحولت عنهم القبائل في نجد والحجاز -حتى قبيلة عنزة التي تدعي العائلة المالكة أنها تنتسب إليها- وكذلك السكان الحضر، بمجرد أن وصلت طلائع القوات المصرية الى ميناء ينبع. بل إن عدداً من الموالين لآل سعود وأعمدة أركانهم، لما رأوا مصالحهم تتعارضمع بقاء آل سعود، إنضموا إلى القوات الغازية، مما جعل المؤرخ إبن بشر يغضب لذلك ويشنع على الفاعلين فعلهم.”
“لقد كان إحتلال الأحساء والقطيف في العهود السعودية جميعهاذا هدف إقتصادي، وفي الدولة السعودية الاولى كان ما يجبى من الأحساء والقطيف من زكوات يفوق جميع مناطق المملكة العربية التي خضعت لحكم الوهابيين. أشار إلى ذلك إبن بشر في معرض تقديراته للزكوات المجبية، وكذلك مؤلف كتاب لمع الشهاب الذين قال: إن الزكاة المجيبة من مناطق الشيعة "الاحساء والقطيف" بلغت ستمائة ألف ريال، في حين لم تزد زكوات بادية نجد عن 400 ألف ريال، والحجاز 200 ألف ريال، و رأس الخيمة وعمان 270 ألف ريال.. وهناك محاصين الأملاك في الاحساء ونجد الحاضرة 300 ألف ريال. وغير المصادرات والزكوات، وضع الحكام السعوديون يومها نظاماً يقضي بموجبه أن يدفع المواطنون الشيعة تحت مسمى "الرقيبة، أو الروسية، أو الجهادية" وتعطى معنى واحداً هو "الجزية" بإعتبار الشيعة غير مسلمين. ولكن الأمراء السعوديين كانوا حريصين على عدم تسميتها بالجزية، وإنما ضريبة الخددمة العسكرية.. لم يكن الوهابيون يردون من الشيعة كفرة بحيث لا يدفعون الزكاة، وقد كان هذا النظام معمولاً به حتى نهاية العشرينات الميلادية من القرن الحالي.”
“القطيف كانت دائماً بقعة معارضة وملجأً للمعارضين عبر العصور.”
“على صعيد ممارسة الشعائر المذهبية الشيعية.. ولا نقصد هنا أن لدى الشيعة شعائر خاصة بهم، ولكن ما نقصده بالتحديد ما تعارف الشيعة على إحياءه من ذكريات دينية إسلامية يمارسها عموم المسلمين، في الحجاز وفي خارج المملكة في الوقت الحالي. كالإحتفال بذكرى مولد الرسول، وذكرى هجرته، ووفاته، وكذلك اولاده ووفايات الأئمة الاثني عشر، وقد خصصوا للإمام الحسين سبط الرسول مناسبة عاشوراء، وهي ذكرى استشهاده التي اصبحت عنواناً لمظلومية الشيعة ودفاعهم عن العقيدة الاسلامية في قبال حكومات الجور والاستبداد.. وأسسوا امكنة سموها "حسينيات" يقيمون فيها هذه المناسبات الدينية. على هذا الصعيد، مُنع الشيعة من ممارسة هذه الشعائر، بإعتبارها كفراً وهرطقة، وبدعةً لا محل لها من الدين ولا أساس.. فكان أن منع المواطنون من إحياء هذه المناسبات التس كانت على مر السنين عنواناً للمذهب الشيعي.. وقد هدم الوهابيون المساجد والحسينيات التي اسموها "كنائس" لهذه الاسباب، ولكن المواطنين في حقبة العهد السعودي الاول إستطاعوا -رغم الحظر- أن يمارسوا شعائرهم بسرية تامة وفي المنازل، تماماً مثلما يفعل الحجازيون اليوم في الاحتفال بذكرى المولد النبوي، ومجالس ذكر فضائل الرسول عليه افضل الصلاة والسلام. ومع كل هذا فشل الوهابيون في تأسيس جذور لهم بين الشيعة، وواجهوا صعوبة في نشر مذهبهم في شرقي الجزيرة العربية لسبب هام؛ هو ان معظم سكان مدنها ولا سيما القطيف كانوا من الشيعة. وقد كانت هذه نقطة ضعف بالنسبة للسيادة والتسلط الوهابي في الاحساء، وقد سببت لهم متاعب كثيرة. وكان الشيعة المنتشرون في ساحل الخليج وبعض مدنه -خاصة القطيف- بيئة من بيئات المعارضة. ”
“جرى أيضاً إحراقٌ للمكتبات الشيعية، وآلاف المخطوطات، بإعتبارها كتب ضلال وكفر وزندقة.. وللحق لم تكن كتب شيعة شرق الجزيرة العربية وحدها التي تعرضت لعقاب المنتصر، وقد رأينا هذا في الحجاز قد تكرر أكثر من مرة، وهناك كتب بعينها سلط الوهابيون غضبهم ضدها.. غير أن إهانة الكتب الشيعية وحرق تراث الشيعة الفكري والادبي الذي كان في قمة العطاء، قد جاء بعشوائية وتخبط وعدم تمييز بين ما يتعارض مع رؤى المذهب المنتصر وما يوافقه. وقد كان لذلك الفعل أثر كبير في ضياع أهم تراث الشيعة في المنطقة، وهو أمر عانا منه الشيعة حتى الوقت الحالي، يزيد في ذلك الامر سوءاً أن الحكومة السعودية وبأوامر من رجال المذهب الوهابي صادرت لعديد من مكتبات التراث الشيعي الباقية في السنوات العشر الماضية، ولا يعلم حتى الان ما فعلت بها، وهي تحوي كنوزاً حقيقيةً في شتى حقول المعرفة. ”
“حاول الوهابيون الاوائل إلغاء الخصوصية المذهبية لسكان مناطق شرق الجزيرة العربية، ومنذ البداية لم يكن الوهابيون مقتنعين بأنه يمكن تغيير الخارطة المذهبية، لان الشيعة كانوا الاصعب دوماً، وعلى مر التاريخ، وثانياً لان الشيعة كانوا أشد المقاومين للإحتلال الوهابي-السعودي، وكما رأينا خلال استعراض الاحداث التي سبقت سقوط مناطق شرق الجزيرة العربية تحت قبضة الوهابيين. لهذا لم تكن للحكام الجدد واعوانهم القناعة ولا الاستعداد لتغيير آراء الناس بالاقتناع والارضاء والنقاش، وقد كان هذا دأبهم مع غير الشيعة أيضاً الذين عادةً ما يسارعون الى الرضوخ سياسياً ومذهبياً للمنتصر، ولكن لم يحدث هذا لشيعة شرق الجزيرة العربية وإن كانوا قد خضعوا الحين للمنتصر سياسياً فحسب. ”
“تجمعت في الحكم السعودي الاول صفات عديده جعلته شرساً للغاية، وعبئاً على كاهل المواطنين في مختلف المناطق.. وقد كانت القبلية، والمذهبية الجذر الحقيقي لكل الخطايا التي ارتكبت يومئذٍ بحق سكان الجزيرة العربية دون استثناء، فالدماء التي سالت والاعراض التي هُتكت، والاموال التي سُلبت، والارواح التي أُزهقت، ارتكبت في الغالب على أساس تصورات مذهبية، وفي المقابل كان إستبدادً وإلغاءً لكل الكيانات السياسية أو شبه السياسية.. كانت هناك عائلةٌ حاكمةٌ فقط، لا تتسلط بإسمها فحسب، بل وتجد لها مشروعية بتبنيها رسالة مذهبية. وكان الرافضون للحكم المتمذهب، او الرافضون لإلغاء الكيانات القبلية الضعيفة لصالح كيان قبلي واحد، يواجهون بالقتل، ليس بإعتبارهم معارضين للسيطرة السعودية، بل لأنهم -بمنطق السعوديين وحلفائهم الدينيين- يعارضون رسالة السماء، فيحق عليهم القتل والسلب والنفي والاضطهاد. ”
“منذ عام ١٢٠٠هـ وحتى ١٢٠٨هـ، اتخذت غارات الوهابيين على المنطقة الشرقية من شبه الجزيرة العربية طابعاً شرساً، ويبدو ان الغرض كان إثارة السكان المحليين وإثبات عدم قدرة الوالد، الحكم الخالدي، على حمايتهم، وقد كانت الغارات سريعة وخاطفة ومفاجئة.”
“الشيعة في السعودية، يعتبرون أنهم، رغم كثرتهم، تاريخاً وثقافة وهوية. أُريد لهم أن يكونوا مجهولين داخل وطنهم وخارجه. ويروي معاناتهم في ظلّ الحكم الحالي القائم على تصوّرات طائفية. ويدعو إلى المساواة بين المواطنين، واحترام خصوصية كل فئة ومذهب في أقاليم المملكة المختلفة في التاريخ والثقافة والعادات والطباع والاقتصاد.”