“ فى بلادنا لا نستشير صنف النساء و لا نأخد برأيهن نحن نأمر فنطاع و ضربهن ضرورى بمنطق الأدب فضلوه عن العلم و الرجل الحمش لا يسير بجانب امرأته لأن المرأة عورة و الرجال لا يمشون مع معاور بل يمشون وراءنا و إذا همس لهن غريب فلا ضرر ولا ضرار ما دمت لم أسمع و لم أرى فالفعل المشين ليس المعيب بل هو الذى يحدث فى العلن بين الناس و فى بلادنا لا تجتمع الاتان و الذكور و" الاتان هى أنثى الحمار " فلا يجتمعان إلا ساعة المناجاة و الملاغية ففى الحقيقة نحن لا نعيش فى مجتمع بل نعيش فى منفصل و للرجال عنبر و الحريم عنبر التطلع من بعيد مباح و البصبصة و التحرش تجوز و تبادل الرسائل و الأفعال مباح ما دام هذا كله يجرى فى الخفاء لكن الاختلاط العلنى ممنوع و الاجتماع حرام حسب فتوى الشيخ تمباك بن زربون و لذلك نكتنا فى العصر الحميرى جنسية و كل تفكيرنا فى غرف النوم و كل اعشابنا مقويات و أكثر الكتب رواجا هى كيفية إعادة الشيخ إلى صباه و أغلب أغانينا تأوهات و شهقات لا تليق إلا خلف الأبواب المغلقة و الستائر المسدلة .عندنا تحولت زرقاء اليمامة إلى خرساء اليمامة و عندنا تتعرى البنت مثل فتاة القرن العشرين و لكن دون تجربة و دون عقل إذا مشيت تقصعت كالزمبلك و إذا وقفت اهتزت كالغصن العيان و إذا كلمتها أشاحت و إذا غازلتها نظرت إليك باشمئزاز و قالت يا سم و إذا تزوجت تريد أن تسيطر و هى لا تحب و لكنها تريد أن تمتلك و عندنا يتمنعن و هن الراغبات و يعرضن و هن المقبلات و يعذبن و هن المعذبات مشكلات و لخبطات و لعبكات و ربك عالم بالحاجات و المحتجات ”
“و لأنى حمقرى ( مزيج من الحمار و العبقرى ) فقد كنت أظن أن كل رجل ضاحك رجل هلّاس .. ولأنى حمقرى كنت أرفع شعاراً حمقرياً " أنا أضحك إذاً أنا سعيد " , و بعد فترة طويلة من الزمان اكتشفت أن العكس هو الصحيح , و اكتشفت أن كل رجل ضاحك رجل بائس , و أنه مقابل كل ضحكة تقرقع على لسانه تقرقع مأساة داخل أحشائه .. و أنه مقابل كل ضحكة ترتسم على شفتيه تنحدر دمعة داخل قلبه .. و لكن هناك حزن هلفوت و هناك أيضاً حزن مقدس .. و صاحب الحزن الهلفوت يحمله على رأسه و يدور به على الناس .. التقطيبة على الجبين , و الرعشة فى أرنبة الأنف و الدمعة على الخدين .. يالاللى!! و هو يدور بها على خلق الله ليبيع لهم أحزانه , و هو بعد فترة يكون قد باع رصيده من الأحزان و تخفف , و يفارقه الحزن و تبقى آثاره على الوجه , اكسسواراً يرتديه الحزين الهلفوت و يسترزق.”
“ضاع شبابنا فى نظريات شديدة السذاجة عن ضرورة الالتزام إلا بما يفيد الحاضر و يحقق طموحات المستقبل . و عندما مضى قطار العمر اكتشفنا أن كل ما تعلمناه خطأ , و كل ما اتبعناه كان باطلاً , و أن الحقيقة الوحيدة هى زيزى و ما عداها فهو باطل و قبض الريح , ما أكثر الفرص التى مرَّت بى فى حياتى و لم ألتفت إليها ! و من هو الأقدر ؟ أينشتاين الذى اخترع النسبية ؟ أم حميدكو الذى اكتشف أقصر الطرق لكسب الفلوس ؟ و ممارسة الحياة اللذيذة ؟ هل أندم على الحياة التى عشتها ؟ و القضايا التى اعتنقتها , و المعارك التى خضتها , و الأيام السود التى تجرعت مرارتها فى المنافى و السجون.”
“تاريخ العالم هو تاريخ السلطة .. لأن التاريخ - مع الأسف الشديد - لا يهتم بالشعوب .ولا يحترم الضعفاء ولا يتعقب المغمورين ! ولهذا السبب أيضاً . فالتاريخ أكثره مزيف ومزور وأغلبه أكاذيب . لأن الذى يكتب التاريخ هو السلطة .. ولذلك. ستجد أعداء السلطة دائماً ع خطأ .والحق دائماً ف جانب السلطان ! والويل دائماً للمهزوم لأن التاريخ من أتباع المنتصر وهو من حشم السلطان ،وفرد من طاقم خدم الوالى .”
“طوبى للصياع ،وطوبى للمتشردين ،.. وطوبة للبصاصين والمخبرين !”
“من المآسى ما يمتد ف بطن التاريخ عدة مئات من السنين .ولكن أخطر مأساة ف التاريخ أن كل خليفة حى هو مصدر الحكمة وينبوع المعرفة ونموذج الكمال .وهو يظل كذلك حتى يموت . فان مات فهو منبع الجهل ومصدر الظلم والنموذج الأكبر للفساد والاستبداد .”
“والقائد الحقيقى ليس هو الذى يقود ف حياته ،ولكن هو الذى يترك خلفه مصابيح تضىء الطريق من بعده ،وما أكثر المصابيح التى تركها الأفغانى ،وهو لم يترك مصابيح فقط ،ولكنها كانت مصابيح ومواد ملتهبة ف آن واحد ،وسرعان ما تفجر الأمر كله عن بركان سيهز مصر هزاً عنيفاً ،وسيشعل النار ف كل شىء ،سيزلزل الأرض تحت أقدام الطغاة ،وسيدهش العالم كله ! وسيثبت حقيقة مصر الأبدية ،ان الحياة تمضى بها ف هدوء ،حتى يخيل للبلهاء انها ف غيبوبة ،ثم لا تلبث أن تنفجر فجأة ،ويكون لأنفجارها دوى عظيم ،وكان الانفجار هذه المرة أعنف مما تصور البعض ، وأخطر مما تنبأ به البعض .. انها الثورة !”