“الحاسة صفر0000 من كان بوسعه أن يخرجني من الموت؟ "حين يصمت النَّاس، يصبح العالم بأمسِّ الحاجة إلى تصفيقك أنت، لماذا تصمت حين يصمتون؟ لماذا تصمت في الوقت الَّذي يكون العالم بأمسِّ الحاجة إلى تصفيقك أنت؟ لماذا تصمت؟ حين يسقط النَّاس، يصبح العالم بأمسِّ الحاجة إليك كي تمدَّ يدك لهم وترفعهم للأعلى. الكون بحاجة دائماً إلى رجلٍ واحد، رجلٍ واحد هو الَّذي يغيِّر دائماً وجه الكون، هكذا، حين ملأت الظُّلمة الغابة ذات يوم وكان على النَّاس أن يعبروا الغابة إلى الطَّرف الآخر، وجدت رجلاً واحداً فقط مستعدَّاً للتَّضحية، نزع قلبه من بين ضلوعه وأنار به الطَّريق، وسار بهم حتَّى عبروا الغابة، ومات، ذلك الرَّجل هو دائماً أنا!". هكذا كتب وحيد في دفتره الصَّغير بخطٍّ دقيق ذات يوم بعد خروجه من بيروت، قرأت ما خطَّت يداه فتذكَّرته، وبكيت... أي وحيد، أين أنت؟ بكيته وأنا أتذكَّر نفسي. كم سقطتُ في بئر الهزيمة! كم صمتُّ في بئر الهزيمة، كم صغُرت! كيف يمكن لي أن أُصفِّق، كيف يمكن لي أن أخرج من بئر الهزيمة؟ كان عليَّ أن أجد طريقة في زمان الصَّمت والاستسلام والسُّقوط كي أقف على قدميَّ. لكنَّ الدُّنيا كانت قد أغلقت أبوابها في وجه من هم مثلي، كان عليَّ أن أنتزع قلبي من بين ضلوعي وأسير به أمام النَّاس كي أُضيء الطَّريق، كيف؟ كنت أتساءل في زمن الردَّة، زمن السُّقوط . .”

الشاعر أحمد أبو سليم

الشاعر أحمد أبو سليم - “الحاسة صفر0000 من كان بوسعه أن...” 1

Similar quotes

“من يستطيع فهم أسرار الحزن في رأسي؟من يقول لي كيف يمكن لمن نحب أن يكذبوا على عيوننا؟من يقول لي كيف تتربع الغربة حين نكتشف أن من منحناهم روحنا يستطيعون إيصالنا إلى تلك الغربة؟(دمشق) هلى بدأت تعرفين الآن لما أنت وطني؟كثيراً ما أتساءل هل كنت أنا التي أخطأت في اختياري؟ أم أن تبديد الأحلام صنعة يتقنها الرجال إلى الأبد ؟”

إيمان أبو زينة
Read more

“كان ذلك زمن الاشتباك. أقول هذا لأنك لا تعرف: إن العالم وقتئذ يقف على رأسه، لا أحد يطالبه بالفضيلة.. سيبدو مضحكاً من يفعل.. أن تعيش كيفما كان وبأية وسيلة هو انتصار مرموق للفضيلة. حسناً. حين يموت المرء تموت الفضيلة أيضاً أليس كذلك؟ إذن دعنا نتفق بأنه في زمن الاشتباك يكون من مهمتك أن تحقق الفضيلة الأولى، أي أن تحتفظ بنفسك حيّاً. وفيما عدا ذلك يأتي ثانياً. ولأنك في اشتباك مستمر فإنه لا يوجد ثانياً: أنت دائماً لا تنتهي من أولاً”

غسان كنفاني
Read more

“الانتصار في معركة، والحصول على مكسب وقتي، والوصول إلى السلطة... هذه كلها ليست هي قضية التاريخ، ولا معركة التقدم البشري... بل هي عمومًا ليست من عوامل تحريك التاريخ إلى الأمام أو الخلف على نحو واضح وضخم... إن الانتصار في معركة قد لا يعني الهزيمة الحقيقية للأعداء، فحين لا تتوافر العوامل الحقيقية للنصر يصبح أي نصر مرحلي عملية تضليل، واستمرارًا للسير الخطأ، وتماديًا في طريق الوصول إلى الهزيمة الحقيقية. هكذا سار التاريخ في مراحل كثيرة من تطوراته: كان النصر بداية الهزيمة، وكانت الهزيمة بداية للنصر!وحين يصل إنسان ما إلى الحكم دون أن يكون مُعدًا إعدادًا حقيقيًا للقيادة، ودون أن يكون في مستوى أمته، يكون وصوله على هذا النحو هو المسمار الأخير الذي يُدق في نعش حياته وحياة الممثِّل لهم!”

عبد الحليم عويس
Read more

“ما أجمل أن تأتيك جبال من الحسنات من حيث لا تحتسب يوم نكون في أمس الحاجة إلى حسنة في الميزان ~ فقط لأنك يوماً دعوت إلى .. هدى !”

شيماء فؤاد
Read more

“لم يراودني الشك لحظة في أنني سأعود، لكن ما كان يؤرقني دائمًا الحالة التي سأكون عليها عندما أعود. في البعيد يصبح كل شيء غامضًا، حتى أنت، حين تحاول ذاكرتك القبض على الوجوه والأشياء، لا تقبض سوى على ضبابها. ليس ثمة بطولة في البعد، إن لم تسر عكسه، كما لم يكن هناك بطولة في الموت إن نسيت لحظة أنه عدوّك المتقدم فيك، وفي من تحب، وما تحب، وأن كل ما تفعله هو أنك تقف في وجهه، غير عابئ بعدد أولئك الذين يقفون معك أو عدد الذين يقفون ضدك.. أفكر أحيانًا، فأقول، كان يمكن أن نتخفف من كل هذا الموت، لو أن العالم يسمح لنفسه بين حين وآخر أن يكون أكثر عدلًا، يؤرقني أن فكرة جميلة كالحرية لا تتحقق سوى بجمال موتك، لا بجمال حياتك، وهو جمال يكفي ويفيض؛ ويؤرقني أن البطل يصبح بطلًا أفضل كلما ازداد عدد الأموات حوله أوفيه، وأن أم الشهيد تصبح أكثر قدسية، وبطولة حين يستشهد لها ولد آخر؛ يؤرقني أننا تحولنا إلى سلالم لجنةٍ هي في النهاية تحتنا، ولو كان الوطن في السماء لكنا وصلنا إليه من زمنٍ بعيد. في السجن، كان يقول لي المحقق: اعترف، فأقول له: وبماذا أعترف؟ ما أعرفه لا يمكن أن يكون في النهاية أكثر أهمية من نفسي بحيث أقايضه بها، ولا يمكن أن تكون نفسي أكثر أهمية منه بحيث أقايضها به.”

إبراهيم نصر الله
Read more