“إنك لا تعدم أن ترى فى كل مجتمع أناسا يسفل على أنفسهم الوقوف بالأبواب وتعليق الآمال بذى جاه أو سلطان.قد يرقبون العطاء لأن حبهم للمال عودهم التكفف.وقد ينشدون الحظوة أو المنصب، لأن عوزهم النفسى زين لهم أن العزة فى المنصب الذى يملك فلان أمره، فهم يزدلفون إليه حتى ينالوا ما يشتهون.وإنى لأعرف أناسا لهم ذكاء وباع يؤجرون مواهبهم إلى كل من يدفع لهم الثمن.وما الثمن؟ شىء من حطام هذه الحياة الهالكة، أو من وجاهاتها الخادعة.وقحط العقائد والأخلاق لا يجد بيئة يأوى إليها ويستقر فيها، مثل هذه النفوس المتعلقة الهابطة.”
“إن رسالة الإنسان فى هذه الحياة تتطلب مزيدا من الدرس والتمحيص. ووظيفته العتيدة فى ذلكم العالم الرحب يجب أن تحدد وتبرز حتى يؤديها ببصر ووفاء، وقوة ومضاء. إن بعض الناس جهل الحكمة العليا من وجوده، فعاش عاطلا فى زحام الحياة، وكان ينبغى أن يعمل ويكافح. أو عاش شاردا عن الجادة تائها عن الهدف، وكان ينبغى أن يشق طريقه على هدى مستقيم. والنظرة الأولى فى خلق آدم وبنيه كما ذكرها القرآن الكريم توضح كل شىء فى هذه الرسالة. لقد بدأ هذا الخلق من تراب الأرض وحدها، والبشر جميعا فى هذه المرحلة من وجودهم ليس لهم فضل يمتازون به، أو يعلى مكانتهم على غيرهم من الكائنات. كم تساوى حفنة من التراب؟ لا شىء.”
“والواقع أن المسلمين عامة والعرب خاصة أخذوا من المدنية الحديثة جانبها البراق، وكانوا معها مستهلكين لا منتجين، بل لقد صنعت لهم سيارات خاصة، وأدوات من الزينة، أو أنواع من الأجهزة لا يستخدمها صانعوها أنفسهم لأنهم يرون ما دونها يغنى عنها. أما نحن فنظن الارتقاء أو العظمة فى اقتناء هذه السلع!”
“وحتم عاشور على الحرافيش أمرين. أن يدربوا أبناءهم على الفتونة حتى لا تهن قوتهم يوما فيتسلط عليهم وغد أو مغامر ، وأن يتعيش كل منهم من حرفة أو عمل يقيمه لهم من الإتاوات.”
“الإسلام ليس دينا غامضا حتى يحتاج فى فهمه وعرضه إلى إعمال الذهن وكدالفكر. إن آيته الأولى: هى البساطة! وميزته التى سال بها فى الآفاق: هذه السهولةالبادية فى عقائده ٬ وشعائره وسائر تعاليمه. وأشد الإساءات إلى الإسلام أن تسلك بهمتاهات الفلسفة ٬ وأن تدور به مع حيرة العقل الإنساني فى البحث عن الحق ٬ بعيدا عن هدايات الله ٬ وسنن المصطفين الأخيار من عباده !! كما أن من أشد الإساءات ٬ أن يتسلطعلى هذا الدين أقوام لهم عاطفة ٬ وليس لهم ذكاء ٬ أو لهم ذكاء ٬ ولكن الهوى يميل بهم عنالصراط المستقيم”
“من الطبيعي أن تستغل كل الأطراف الخارجية التي لها مصالح حيوية في ليبيا أو تريد أن تنشئ لها مصالح في ليبيا,حالة فراغ السلطة الذي تترتب على انهيار نظام القذافي ... ومن الطبيعي أيضا أن تحاول هذه الأطراف إيجاد حلفاء وعملاء لهم في الداخل يحاولون النفاد من خلالهم لتحقيق هذه المصالح أو المطامع ولكن حين يقف الليبيون مع أنفسهم لا يستطيع أحد الوقوف ضدهم, وبالمثل فإن وقوف الليبيين ضد أنفسهم من خلال المشاحنات سواء بدواعي أطماع سياسية أو توجهات جهوية أو قبلية,هو الخطر الأكبر الذي يسهل على كل المتربصين بليبيا تحقيق مطامعهم ومخططاتهم.”