“اللهم قنى شر الحرص و الحذر و الحيطة,و أحينى طفلاً شجاعاً و أمتنى طفلاً شجاعاً.اللهم إنى لا أريد أن أكون محنكاً أبداً.أريد لقلبى أن ينفجر و هو يقول ما فيه,و لا أريده أن يموت مطوياً على سره.هذه حياتى و لست أملك حياة غيرها.”
“الحنكة والحيطة والحذر تزحف على الإنسان مع أعراض الروماتزم والنقرس وتصلّب الشرايين .. إنها الصدأ الذي يُصيب الروح بالإمساك فتحتبس خلف الضلوع لا تقول شيئًا .. اللهم قني شرّ الحرص والحذر والحيطة .. وأحيني طفلاً شُجاعًا .. وأمتنى طفلًا شُجاعًا .. اللهم إني لا أريد أن أكون محنّكًا أبدًا ، أريدُ لقلبي أن ينفجر وهو يقول مافيه .. ولا أريده أن يموت مطويًا على سرّه هذه حياتي ولستُ أملك حياةً غيرها .. عاونّي لأمنحَها كلّها وأنفقها وأبذرها .. وأهتك سرّها !”
“لقد قررت و هذا يكفى أن أحارب من أجل ما أريده ، و أن أكون ما لا يريده لى الآخرون”
“فأما من يتوفى فهو صائر إلى نهاية كل حي. و أما من يرد إلى أرذل العمر فهو صفحة مفتوحة للتدبر ما تزال. فبعد العلم، و بعد الرشد، و بعد الوعي، و بعد الاكتمال.. إذا هو يرتد طفلاً. طفلاً في عواطفه و انفعالاته. طفلاً في وعيه و معلوماته. طفلاً في تقديره و تدبيره. طفلاً أقل شيء يرضيه و أقل شيء يبكيه. طفلاً في حافظته فلا تمسك شيئاً، و في ذاكرته فلا تستحضر شيئاً. طفلاً في أخذه الأحداث و التجارب فرادى لا يربط بينها رابط و لا تؤدي في حسه و وعيه إلى نتيجة، لأنه ينسى أولها قبل أن يأتي على آخرها: (لكي لا يعلم من بعد علم شيئاً) و لكي يفلت من عقله و وعيه ذلك العلم الذي ربما تخايل به و تطاول، و جادل في الله و صفاته بالباطل!”
“اكتشفت أخيرا اننى لا أريد أن أحقق شيئا بالذات. و انما كل ما أحققه سيكون بالصدفة. على الماشى. فى لحظة استراحة و أنا أتفرج. كل ما أريده من الحياة أن أتفرج عليها و أن أقارن بين ما أتخيله عنها و ما يبدو منها حقيقيا.”
“لذلك أوصي كل قارئ لهذه الفصول أن يتخذ له دفترا , يدون فيه كل عشية ما رأى في يومه , لا أن يتكب ماذا طبخ و ماذا أكل , و لا كم ربح و كم أنفق , فما أريد قائمة مطعم , و لا حساب مصرف . بل أريد أن يسجل ما خطر على باله من أفكار , و ما اعتلج في نفسه من عواطف , و أثر ما رأى و سمع في نفسه , لا ليطبعها و ينشرها , فما كل الناس من أهل الادب و النشر , و لكن ليجد فيها يوما نفسه التي فقدها ..”