“لقد فقدت الأديان استقلالها فى الغرب، وسخرتها نزوات شتى. فاليهودية أضحت صهيونية معتدية، والمسيحية أضحت استعمارا خبيثا.! ويراد بالإسلام أن يفقد كذلك مشخصاته ومقوماته، وأن يعيش فى كنف أنظمة أخرى تخالف حقيقته. ثم هى ـ إلى ذلك ـ تحالف وتسالم الصهيونية المعتدية والصليبية المحتلة.! وهيهات! فطبيعة هذا الدين تنطوى على روح المقاومة والعناد. ومن الظلم القبيح للمسلمين ، بل من الإساءة البالغة لهذا العالم المسكين أن يحرم من وجود أمة تحترم كتاب ربها وسنة نبيها، وتحتكم إليهما فيما يعرض لها من أحداث وشئون، وتعتبر التدين شرفا لا عارا، والإيمان بالله واليوم الآخر جدا لا لغوا.إن أوروبا تأبى علينا ذلك، ونحن نأبى إلا ذلك. وسنرى ما يكون.”

محمد الغزالي

Explore This Quote Further

Quote by محمد الغزالي: “لقد فقدت الأديان استقلالها فى الغرب، وسخرتها نزو… - Image 1

Similar quotes

“إن عظمة الإيمان ليست فى أنه يجرد أصحابه من الدنيا... وما يظن ذلك إلا جاهل قاصر... عظمة الإيمان أنه يتيح لأصحابه امتلاك ما يشاءون؟ على أن يكون ذلك فى أيديهم لا فى قلوبهم، ينزلون عنه جملة وتفصيلا فى ساعة فداء، ويحيون فى ظله ـ ما عاشوا ـ أعفاء سمحاء.الجانب العاطفي من الإسلام”


“إن الخلق فى منابع الإسلام الأولى ـ من كتاب وسنة ـ هو الدين كله، وهو الدنيا كلها، فإن نقصت أمة حظا من رفعة فى صلتها بالله، أو فى مكانتها بين الناس فبقدر نقصان فضائلها وانهزام خلقها .”


“ليس لدينا ما نستحيى من إعلانه، لقد رضينا بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد نبيا ورسولا، والتزمنا ـ يوم أسلمنا ـ أن ننفذ تعاليم كتابنا وسنة نبينا، وليس فى هذه التعاليم ولا فى تلك السنة ما يضير امرءا يؤثر الكفر بها، ويرغب فى العيش بعيدا عنها.إنه سيعيش فى بلادنا مثلنا، له مالنا وعليه ما علينا.فإذا اشترط أن نرتد عن ديننا حتى يرضى عنا، فسندعه يموت بغيظه، ولا يلومنا على ذلك إلا أحمق أو منافق.ومن تعاليم كتابنا ووصايا رسولنا أن نتحاكم إلى قانون بعينه، وأن نحارب منكرات بعينها، وأن نعرف فى الدنيا بهذه الوجهة البينة.وإلا فنحن ـ إن فرطنا فى ذلك ـ كافرون بما أنزل الله.ومن تعاليم كتابنا ووصايا نبينا أن نهتم بأمور المسلمين حيث كانوا، وأن نكره الأذى لهم، وندفع الضير عنهم ما استطعنا.ونحن ـ إن فرطنا فى ذلك ـ كافرون بما أنزل الله.وقد أحسنا إلى جيراننا من أهل الكتاب.فمن قدر منهم حسن عشرتنا له، شكرنا له جميل تقديره.ومن غلبته ضغينته عدلنا مع أنفسنا.وإذا وقع منا خطأ نحو أحد، فلسنا الذى يصر على هفوة بدرت منه.ومن حق كل إنسان أن يجادلنا بالحق، وأن ينزلنا على حكمه.”


“الحريات المقررة هى الجو الوحيد لميلاد الدين ونمائه وازدهاره !وإن أنبياء الله لم يضاروا بها أو يهانوا إلا فى غيبة هذه الحريات، وإذا كان الكفر قديماً لم ينشأ ويستقر إلا فى مهاد الذل والاستبداد فهو إلى يوم الناس هذا لا يبقى إلا حيث تموت الكلمة الحرة وتلطم الوجوه الشريفة وتتحكم عصابات من الأغبياء أو من أصحاب المآرب والأهواء .. .. نعم ما يستقر الإلحاد إلا حيث تتحول البلاد إلى سجون كبيرة، والحكام إلى سجانين دهاة .من أجل ذلك ما هادنا ـ ولن نهادن إلى آخر الدهر ـ أوضاعاً تصطبغ بهذا العوج ويستشرى فيها ذلك الفساد .”


“إن دنيا المؤمنين محكومة بحدود واضحة.وهى حدود تفطم الناس بصراحة عن كل محرم، وترسم لهم أسلوب انتفاعهم بهذه الدنيا إلى حين.وتأخذهم بأدب واضح من التعفف والقنوع بحجزهم عن الأهواء والأطماع وبدفعهم فى طريق الاعتدال والقصد.إن عظمة الإيمان ليست فى أنه يجرد أصحابه من الدنياوما يظن ذلك إلا جاهل قاصرعظمة الإيمان أنه يتيح لأصحابه امتلاك ما يشاءون على أن يكون ذلك فى أيديهم لا فى قلوبهم، ينزلون عنه جملة وتفصيلا فى ساعة فداء، ويحيون فى ظله ـ ما عاشوا ـ أعفاء سمحاء.”


“... أثار التفاتى منظر بائع فواكه يسوق عربته الصغيرة أمامه، وعليها صفوف مرصوصة متسقة من الثمر الجيد، قد وضعت الواحدة منه إلى جانب الأخرى بعناية ودقة ونظام لم يضطرب عقده على طول ما انتظم فيه من مئات وألوف. فكان المنظر ـ بحق ـ مغريا على الإعجاب إن لم يكن مغريا على الشراء. إن هذا الرجل قد أفرغ وسعه فى إجادة عرضه لبضاعته التى يرتزق منها. وهنا شعرت بخاطر سريع يعترض تفكيرى، ويلوى عنانه إلى ناحية أخرى.. سمعت سؤالا خافتا ينبعث من أعماق نفسى. هل أنت ـ كعالم دين ـ تنظم للناس بضاعتك، وتحسن عرضها على أبصارهم وبصائرهم، لتبعث فى نفوسهم الإعجاب على الأقل إن لم تغرهم بالإقبال والقبول؟ وشعرت بحيرة فى الإجابة! ومعنى هذه الحيرة أن الجواب بالسلب! وبدا لى كأن علماء الأديان يكتفون بما لها من قيمة اسمية طنانة، وبما لهم فيها من منازل متوارثة عالية، فهم لا يجشمون أنفسهم مشقات العرض المنظم الطويل لما لديهم من بضائع، هى ـ لا ريب ـ أنفس ما فى الحياة من عروض. ماذا يتصور الناس عندما يسمعون صوت الدين، أو عندما يلمحون سمت رجاله؟ إن أذهانهم تعتريها صور مبهمة للحرمان والتزمت، ورسوم فاترة للسكون الموحش، والفناء القريب. وتلك الصور الخاطئة وحدها تكفى لهدم كل ما يجب للدين من محبة خالصة عميقة، وتكفى لصرف النفوس عن مبادئه وفضائله. فالدعاية للدين، تشبه أن تكون معكوسة النتائج لا تغرى الرائين بالمجىء إلا لتغريهم بالانصراف، وهذا فشل ذريع يحمل تبعته العارضون المفرطون. إن حسن العرض طابع العصر الحديث.والمذاهب المتكاثرة التى تتراكض فى زحام الحياة تتمتع بدعاة أقوياء يشدون أزرها، ويقيمون أمرها.. ومن الخير لعلماء الدين أن يهجروا ـ إلى غير عودة ـ حياة التراخى والطمأنينة، وأن يقبلوا على ما لديهم، يعرفونه على حقيقته، ثم يعرفون الناس حقيقته من غير تزيد، ولا انتقاص. فمن الظلم الفادح للجمال الغالى أن يلف فى بالى الخرق، وأن يتراكم عليه الوسخ والتراب.”