“الإنسان الأول قد اهتدى إلى فكرة "الروح" من نواحيه التي تلائمه، فكانت هذه الهداية مفرق الطريق في الثقافة الإنسانية سواء منها ثقافة العقل أو ثقافة الضمير.”
“وإذا كان العقل الإنساني لا ينفي بالدليل المقنع وجود العقل الأبدي فليس له أن يجزم باستحالة شيء مما يستطيعه ذلك العقل الأبدي من العلم بالأبد كله، أو من القدرة على الإيحاء به إلى من يشاء أو من القدرة على خوارق العادات، لأن الخوارق بالنسبة إليه كالعادات ،ولأن التغيير عنده كالإنشاء والإبداع، إذ ليست قدرته على تغيير ما حدث دون قدرته على الخلق الأول مرة في زمن بعيد أو زمن قريب”
“الشخص الذي يسيء إلى وطنه أو إلى الإنسانية، يجب أن نقاطعه وأن نحمل عليه، وإلا اعتبرناه أحسن من الإنسانية أو الوطن.”
“كلا .. لست أهوى القراءة لأكتب ، ولا أهوى القراءة لأزداد عمراً في تقدير الحساب..وإنما أهوى القراءة لأن عندي حياة واحدة في هذه الدنيا وحياة واحدة لاتكفيني, ولاتحرك كل مافي ضميري من بواعث الحركة والقراءة دون غيرها هي التي تعطيني أكثر من حياة واحدة في مدى عمر الإنسان الواحد, لأنها تزيد هذه الحياة من ناحية العمق وإن كانت لاتطيلها بمقادير الحساب..فكرتك أنت فكرة واحدة ..شعورك أنت شعور واحد ..خيالك أنت خيال فرد إذا قصرته عليك ..ولكنك إذا لاقيت بفكرتك فكرة أخرى أو لاقيت بشعورك شعور آخر أو لاقيت بخيالك خيال غيرك فليس قصارى الأمر أن الفكرة تصبح فكرتين أو أن الشعور يصبح شعورين أو أن الخيال يصبح خيالين ...كلا.. وانما تصبح الفكرة بهذا التلاقى مئات من الفكر فى القوة والعمق والامتداد.”
“إن الإنسان لا يرائي بحب الطعام الجيد أو الطعام المفيد، انه يحبه في السر كما يحبه في العلانية، وإنه ليبذل فيه ثمنه وإن غلا ويجلبه من مكانه وإن بعد وإنه ليكتفي به ويحسبه جزاء حسنا ولا ينتظر عليه المثوبة أو الشكران من أحد لأنه يتناوله لنفسه ولا يتناوله مرضاة لغيره.وهكذا طعام العقل أو طعام الروح حيثما عرفت الروح ما يصلح لها وما يليق بها من طعام، انها لا تستريح بغيره ولا تتوانى عن طلبه ولا تنتظر المثوبة أو الشكر لأنها تختار غذاءها فتحسن اختياره ولا ترضى بما دونه. وإنما من المهم أن تعرف هذا الغذاء فإذا هي عرفته فلا باعث لها إلى الخير أقوى من الشوق إليه ولا وازع لها ولا عقوبة تخشاها في سبيله أوجع من فواته والحرمان منه.”
“المعهود من أخلاق الإنسان ليس هو الإنسان كله، بل في الإنسان شيء كثير مما ليس يعهده الناس فيه في عامة أحواله.والخلق المعهود قد يفسر على وجوه كثيرة بعضها موافق للمتبادر إلى الذهن وبعضها لا يوافق المتبادر إلى الذهن إلا بعد إنعام واستقصاء.”
“الفلسفة الماديّة في هذا العصر أضعف من أن تهاجم العقيدة في معقل أو في مقتل ، وأنها قد تراجعت من الهجوم المتلاحق إلى الدفاع الذي لا يعززه دليل مقبول”