“بكنجهام : و لذلك فإنني أقولُ لكم قولاً ثابتاً يا من تستمعون إليّ الآن و أنا على شفا الموت حذارِ ممن تحبونهم كل الحب و تسرّون إليهم بأسراركم لا تسرفوا في الحب و تقبلوا عليهم دونَ رويّة فالذين تتخذونهم أصدقاء و تقدمون لهم أفئدتكم سوفَ يخذلونكم عندما يُدبرُ الحظ عنكم و يفلتون كالماءِ لا تنضم عليه الأصابع و لن يعودوا إليكم إلا حين يريديون القضاءَ عليكم .”
“بكنجهام : ألم يكن الأولى لهم أن يحققوا أمجادهم بغير الأذى و الإساءة ؟ و ألا يبنوا شرورَهم على قبور العظماء ؟”
“آن : أقسمُ إنه لأهون على الإنسان أن يولدَ في أسوة متوااضعة و يعيشُ مع الفقراء القانعين ، من أن يلبس أفخر الثياب و هو حزين ، و يزدان بالذهب و هو كاسف البال .”
“نورفوك : إن رواية أي شئ مهما يكُن من بلاغة الراوي تفقدها بعض طلاوتها و حيويتها و لا يُفصح عن العفل مثل وقوعه”
“بكنجهام : لا مرارة في الموت إلا مرارة هذا الفراق”
“نورفوك : إن أعددتَ أتوناً لعدوك فلا تزد لهيبه فتكتوي أنت بناره إنكَ إن كنت تطارد أحداً و عدوتَ جموحاً مهتاجاً فلسوفَ تسبقه ، فإذا سبقته لم تدركه ألا تعلم أن النار إذا زاد لظاها تحت القدر غلى ما فيه و فار ؟ قد يبدو لك أن السائل يعلو و يزيد و لكن الفائز مسكوبٌ ضائع”
“الكل على الحياة وافدٌ. لكن ألفة الوجوه و دفء المحال، و الحب و الأوهام، تذهلنا عن أننا الآن راحلون لا محالة. و مااللحظات التي نحاول الاستمساك بها كل حين، إلا عبورٌ في سفرٍ مستمرٍ و اغتراب مؤقتٌ في محال”