“سبحان الله .. في النفس : كِبرُ إبليس ، وحسدُ قابيل ، وعُتُوّ عاد ، وطغيانُ ثمود ، وجرأة النمرود ، واستطالة فرعون ، وبغي قارون ، وقِحة هامان ، وهوى بلعام ، وحِيَلُ أصحاب السبت ، وتمرّد الوليد ، وجهلُ أبي جهل ..وفيها من أخلاق البهائم : حرصُ الغراب ، وشرهُ الكلب ، ورعونة الطاووس ، ودناءة الجُعَل ، وعقوق الضب ، وحِقد الجمل ، ووثوب الفهد ، وصولةُ الأسد ، وفسقُ الفأرة ، وخبثُ الحيّة ، وعبثُ القرد ، وجمع النملة ، ومكر الثعلب ، وخفّة الفراش ، ونوم الضبع ..غير أنّ الرياضة والمجاهدة تُذهب ذلك ؛ لكن من استرسل مع طبعه فهو من هذا الجند ،ولا تصلحُ سلعته لعقد ( إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ المُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ ) ، فما اشترى إلاّ سلعة هذبها الإيمان ، فخرجت من طبعها إلى بلدٍ سكّانه التائبون العابدون”
“لا تتم فائدة الانتقال من بلدٍ إلى بلدٍ إلا إذا انتقلت النفس من شعورٍ إلى شعور، فإذا سافر معك الهم فأنت مقيمٌ لم تبرح”
“فما من بشر يحس بحاجة غيره..وما من بشر يحس بالفائض عن حاجته...فهو ابدا في حاجة، وغيره في غير حاجة.”
“القلب هو موضع الخفيقة السماوية التي تظهر بين الناس في هيئاتها فيسمونها المحبّة ، وبين الملائكة فيسمونها الإنسانية ، وعند الله فيسميها الإيمان ، وما كان في القلب غير ذلك فهو من تسلّط العقل واستبداده”
“لدى أولائك المحرومين من الإيمان فائض من الذاتية يقودهم إما إلى جنون العظمة أو إحتقار الذات, الكثير من حب النفس أو الكثير من كراهية النفس, وفي كلا الحالتين تستنفد نفسك سابقاً الزمن, الذاتية تجعل منك إما الله أو الشيطان.”
“الأمير مضطراً إلى أن يعلم جيداً كيف يتصرف كالحيوان، فهو يقلد الثعلب والأسد، لكن الأسد لا يستطيع أن يحمي نفسه من الفخاخ والثعلب غير قادر على مواجهة الذئاب. على المرء إذن أن يكون ثعلباً ليواجه الفخاخ ويكون أيضاً أسداً ليخيف الذئاب. ومن يريد أن يكون أسداً فقط لا يفهم الأمور جيداً”