“يذكر ما كانت تقوله : معك أشعر أني أذكى من حقيقتي و أنني أجمل . معك لا أحتاج إلى سواك ، لا إلى بشر ولا إلى أشياء”
“هو يذكر جوا ما , سعادة ما , أما التفاصيل فقد غابت ,يذكر مرة قال لها بطريقة عابرة : معك يا نوال أشعر أنى مطمئن . لم أعرف مثل هذه الطمأنينة فى حياتى .فأشرق وجهها ببسمة صافية و قالت : هذا أجمل غزل سمعته فى حياتى . ما أجمل السكينة فى الحب !”
“لا أريد أن أرجع إلى البيت، لا أريد أن يقيدني مكان. أتمنى لو أحلق فوق هذا العالم الجداري الأصم الكثيف وأنت معي إلى دنيا أخرى ناعمة و شفافة لا يحدها الطوب ولا المواعيد ولا الصحف ولا الحروب ولا الجوع ولا الموت ولا هموم الأمس ولا مفاجآت الغد- دنيا نصنعها معا، لا عمر لها حتى ولو كانت قصيرة العمر، هنا والآن، دنيا تصحح كل الماضي وتمحوه، دنيا تصلح كل الحاضر ولا تبقي شيئا غير الفرح.”
“و لم لا أنزل الآن في جوف النهر. أرقب من قلب الماء بطون ذلك البجع الأبيض الرجراجة و أصلى أن يحملني التيار بعيدا جدا. بعيدا عن البجع و عن البط و عن الاشجار و الجبال و عن البشر بعيدا إلى فجوة مدفونة وسط الصخور أندس فيها و أزوى ثم تغمرني الطحالب و النباتات و القواقع و الاسماك و تخفيني إلى الأبد؟لو أني فقط أتلاشى !”
“سنرجع إذن إلى الحياة القديمةسنرجع إلى التلفت للوراء في خوف و إحتباس الصوت و الهروب في القراءة و الرعب من الناس و الأشياءسنرجع إلى الوقت الذي يقتل الوقت و يميتني معه !”
“أخذت كل الأشياء تتداخل ، لا تفسر شيئا ولا تضيء شيئا ، ولكنها تتقاطع وتتكاثف وتنتهي إلى طرق مسدودة”
“قالت و هى ترفع إلى عينيها الواسعتين : هل أغضبتك حقا ؟- نعم .- كثيرا جدا ؟- نعم .تقدمت منى و كان وجهها شديد الشحوب ثم قالت : إذن فما أقل حبك ! ما الحب إن كنت لا تستطيع أن تحمينى من نفسى ?”