“عُلُوَّ المنزلة يوم القيامة لا يَتِمّ بلوغها إلا بِحُسْنِ الْخُلُق , أذ إن أعلى المنازل على الإطلاق منزلة سَيَّد الخلق " صلى الله عليه وسلم " , وبالتالي كان القريبون منه مجلساً هم الحائزون لأعلى المنازل الذين بلغوها بِحُسْن الْخُلُق ..”
“الصُّوفِيٌّ هو مَنْ قام بالله على قلبه , وقام بقلبه على نفسه , بمعنى أنه قائم بأمر الله ونَهْيه على قلبه فهو يأتمر بأمر الله .. ولما كان القلب هو مَلِكُ الجوارح فمعنى ذلك أنه قائم بقلبه على نُفْسه التي هي محل الشَّهَوات ..”
“مَنْ هو الصُّوفِيُّ ؟ الصُّوفِيُّ هو مَنْ صفا من الكَدَر , وامتلأ من الفِكَر , وانقطع إلى الله من البشر , واستوى عنده الذهب والْمَدَر , .. فعبادته عبارة عن تفكر في الله , وفى الخلق , وفى الملكوت , وهو مع الله دائماً في الخلوة , وغي الجلوة يتكلم مع الناس بظاهره , وقلبه دائماً مع الله . ـ”
“إذا أردت للناس أن تخشى الله فحببهم فيه فيقتربون منه ومن ثم يرون مدى عظمته فتحي ضمائرهم فيخشونه حق الخشية”
“الحمد لله في الأولى والآخرة وله الحكم وإليه ترجعون . .قضى الأمور من الأزل وما قدر فلابد أن يكون . .فمن قدر له الخير أصلح باله ومن وكل لنفسه بدنياه مفتون . .أودع في كل قلب مااشغله فسهرت أعين ونامت عيون . .فمشغولٌ بما ليس من شأنه ومهموم قد أرقته الظنون . .سلم من فوض الأمور لربه وسعد من في المصائب لزم السكون . .فكم امرٍ تساء به صباحاً وتتربص بنفسك ريب المنون . .وتأنيك المسّرة من قبل العشّي وإذا بقارع الأمر لمس حنون . .نحمده تبارك وتعالى كما ينبغي للحمد أن يكون . .ونسأله السلامة من دار الفتون . .ونرجوه أن يغفر لنا ماكان ويكفينا في غداً مايكون . .وألّا يجعل مصيبتنا في ديننا فمصيبات الدنيا تهون . .أشهد أن لا إله إلا الله يقول لشئ كون فيكون . .يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر ويرفع أقواماً ويضع أخرين . .فمولود تدين الدنيا له ومولوداً في زوايا المهملين . .وعزيزاً قد ساد قومه وذليل في الناس محتقر ومهين . .وعقيم لا نسل له وغيره مرزقاً بالبنات والبنين . .وقوي يمشي مصححاً وعليلاً شدوه التأوه والآنين . .وفقير لا يجد ما يقتاد به وغني عيشه النعماء واللين . .وخلي البال هناءاً ومكروباً أهمته شئون الآخرين . .ومعانق الموت قبل الإحتلام ومعمر من الناس إلى حين . .ونبي لم يجد مؤمناً في عصره ونبي نشر في الأرض اليقين . .وولي تلوذ الدنيا به وعصي تتعلم منه الشياطين . .فلأمر ما ولسر غامض تسعد النطفة أو بشقى الجنين . .نعم فلله في خلقه شئون وماقدر من الأزل لابد أن يكون . .وأشهد أن سيدنا محمد عبده ورسوله وأمينه المأمون . .خيار من خيار تتنقل بين أشرف الأصلاب وأطهر البطون . .صدره مشكاه نور وقلبه مصباح البدور زيته سر في الغيوب مكنون . .انفاسه عبير وورود وكلامه دليل شهود وقلبه بحقيقة الحق مسكون . .السماء تعرفه و الارض مزهوة تحمله وسمع الزمان بصدق كلامه مشئون . .سلمت عليه الأحجار وأطلته بفروعها الأشجار و ارخى الذئب في حضرته الجفون . .انتشرت بشجاعته السرايا واحتمت بعدلته السبايا وحق الأسير في شريعته مصون . .أجترئ عليه قومه فكذبوه واحتالوا عليه فأخرجوه وفؤاده عليهم من خوفه محزون . .عيروه بفقره واتهموه في عقله فكيف عميت عن نوره العيون . .كلا من شاء الله هداه ومن اضله اعماه ولله في خلقه شئون . .اللهم صلّي وسلم وبارك على من سلوكه بأمره مسنون . .واجره عندك غير ممنون . . وطريق الجنة باتباعه مضمون . .وعلى الصحب والآل . . ومن إذا ذكر عندهم عليه يصلون . .”
“أحكام الشريعة الإسلامية عُمل بها قروناً طويلة كانت الأمة فيها أعلى وأرقى الأمم , ولم تحتج إلى تعديل , أما القوانين الوضعية والتي تخضع لأهواء الْمُشَرَّعين فهى قاصرة , وتحتاج إلى تعديلات كل حين , وواقع الأمور خير شاهد على ذلك”
“القرأن مأدُبة الله لخلقه .. يطعم منها من يشاء بما يشاء على قدر استعداده ، و تهيُّؤ فطرته ، وصدق نيته ، وسلامة مقصده ..”