“و كأن مصر العزة أصبحت مستباحاً للغير و يعلم الله أنها أن استبيحت فبيد قلة من أبنائها .. لا يرعون للوطن حرمة و يفضلون الجار على ابن الدار و يقارنون كما قارن بعض السلف بين الحق على لسان على و الطعام الشهى على مائدة معاوية فيفضلون الأخير ..”
“إن أحق إنسان بأن يحرص على حريته لمن يعلم أنه مدين بها لخالقه و لضميره ولا فضل فيها عليه لأحد من الناس ، و إن أحق أمة أن تحرص على حريتها لهى الأمة التى أنها إذا اتجمعت لم تجتمع على ضلالة ، و أنها هى مرجع الحقوق جميعاً ، و أنها تريد فتكون إرادة الله حيث تريد”
“و المؤمنون بالله لا يخالجهم الشك في صدق وعده؛ و في أصالة الحق في بناء الوجود و نظامه؛ و في نصرة الحق الذي يقذف به على الباطل فيدمغه.. فإذا ابتلاهم الله بغلبة الباطل حيناً من الدهر عرفوا أنها الفتنة؛ و أدركوا أنه الابتلاء؛ و أحسوا أن ربهم يربيهم، لأن فيهم ضعفاً أو نقصاً؛ و هو يريد أن يعدهم لاستقبال الحق المنتصر، و أن يجعلهم ستار القدرة، فيدعهم يجتازون فترة البلاء يستكملون فيها النقص و يعالجون فيها الضعف.. و كلما سارعوا إلى العلاج قصر الله عليهم فترة الابتلاء، و حقق على أيديهم ما يشاء. أما العاقبة فهي مقررة: (بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق) و الله يفعل ما يريد.”
“لا تنم على غلّ و لا تصبحَ على شهوة و لا تسع إلى طمع و لا تسابق إلى سلطة و إنما اجعل همك و اهتمامك في الخير و البر و الحق و الصدق، و المروءة و المعونة قاصدا وجه ربك على الدوام”
“أقسم عثمان على حراس الدار أن يعودوا إلى منازلهم ، كره -يرحمه الله- أن تراق من أجله محجمة دم، و هكذا لم تزايله رحمته و بره بالمسلمين حتى في هذه اللحظات العصيبة. فقرر أن يلقى مصيره وحده، و قد ظن أن ذلك سيجنب المسلمين إراقةالدماء و هو لا يعلم أن تضحيته بنفسه سوف تكون بداية لإراقة دماء غزيرة ، و فاتحة لمأساة دموية بين المسلمين.”
“و الطغيان لا يخشى شيئاً كما يخشى يقظة الشعوب، و صحوة القلوب، و لا يكره أحدا كما يكره الداعين إلى الوعي و اليقظة؛ و لا ينقم على أحد كما ينقم على من يهزون الضمائر الغافية.”