“إن الدين الحقيقي لايستطيع أن يماشي الدولة طويلاً، فطبيعته المثالية الصاعدة تحفزه على الإفتراق عن الدولة عاجلاً أم آجلاً، ومعنى هذا أن القرآن والسيف متناقضان. فإن اتحدا وبقيا على اتحادهما كان ذلك دليلاً على وجود عيب في أحدهما. فلابد للسيف أن يتنازل عن قسوته أو يتنازل القرآن عن ثورته. وإذا خرج أحدهما عن طبيعته انقلب إلى شيء آخر”
“كيف يستطيع المخلوق أن يتنازل عن لغز الروح ثم يدب بين الأنام متظاهراَ بأنه مازال على قيد الحياة ؟”
“إذ يبدو أن الصراع بين أنصار الدولة المدنية والدولة الدينية مثلاً قد ألهى الجميع عن التفكير فيما يجب على الدولة المدنية أو الدينية أن تصنعه عندما تتسلم الحكم.”
“إن من يتنازل عن القومية العربية بحجة أنها هوية أخرى مثل الهوية المذهبية والطائفية وغيرها مدعيا أنها يجب أن تفصل عن الدولة مثل الهوية الطائفية والمذهبية والعشائرية لايميز حداثية القومية ولايرى أنها جماعة يمكن تخيلها بأدوات الحداثة”
“إذا أردتم أن تمنحوا الدولة ثباتاً فقربوا بين الطرفيين الأقصيين ما استطعتم، ولا تحتملوا وجود أناس أغنياء وفقراء، فهذان الحالان اللذان لا يمكن فصل أحدهما عن الآخر بحكم الطبيعة هما كذلك شؤم على الخير العام، فمن أحدهما يظهر أعوان الطغيان، ومن الآخر يظهر الطغاة، وبينهما تقع معاملة الحرية العامة، فأحدهما يشترى والآخر يبيع”
“فما دام الدين هو جمله أ وامر ونواهِِ ،فإن هذه الأخيرة لا تصبح قانوناً ملزماً للإنسان، دونما طمع في الثواب أو خوف من العقاب، في الدنيا أو في الآخره، إلا إذا صدرت عن قوة داخلية في الإنسان يقررها عقله، قوة "الأمر المطلق"...ليس هذا وحسب، بل إن وجود"الأمر المطلق" في الإنسان دليل على أنه حر الإرادة.و إذا كان العقل النظري لايستطيع أن يبرهن على حرية الإرادة لدى الإنسان،فإن العقل العملي يتخذها مسلمة له، مثلها مثل وجود الله وخلود الروح.”