“الانتظار محنة، في الانتظار تتمزق اعضاء الأنفس، في الانتظار يموت الزمن و هو يعي موته. و المستقبل يرتكز على مقدمات واضحة و لكنه يحمل نهايات متناقضة. فليعب كل ملهوف من قدح القلق ما شاء.”
“فليعبّ كل ملهوف من قدح القلق ما شاء”
“قادته تجربته الطويلة مع الانتظار إلى المجهول دون أن يدري. استدرجته ديمومة الانتظار إلى دهليز أطلق عليه اسم الغيبوبة من باب الاستعارة. أدرك بهذهِ التجربة أن الشقوة ليست في أن نفشل، و لكن في أن ننتظر. أدرك أنّ القصاص ليس أن نيأس، و لكن أن ننتظر. أدرك أن البليّة ليس أن نهلك، و لكن أن ننتظر. و العلة ليست في الخيبة (خيبة الطلب)، و لكن لاستحالة أن يستمرئ الإنسان الانتظار أبدًا. بلى، بلى. الانتظار هو ما استعسر على الطبيعة الثانية المسماة في معجم الحكمة: العادة.في الآونة الأخيرة استعان على هذا الغول بالغيبوبة. لا ينكر أنه روَّض نفسه عليها طويلًا مستنجدًا بوصايا أمّه الكبرى، الصحراء؛ لأن الحياة في ذلك الوطن المفقود ليست سوى انتظار طويل، بل انتظار أبدي لا يضع لأبديته نهاية إلّا النهاية الطبيعية التي هي الموت.”
“تعب الليل من انتظارك و جاء صباح يوم آخر يجالسني على مقاعد الانتظار”
“أدخلها في حالة دوار عشقيّ يصعب الخروج منها. أسكنها في مساحة وسطية بين باقتين و هاتفين، على حافة حرائق الانتظار.”
“ لو توقف الأمر على عصفورك لهان , نحن نجري جريا نحو أقفاصنا , و حين لا يضعوننا فيها , نضع أنفسنا في قفص أكثر قسوة , قفص الوحشة و الانتظار ”