“وهكذا تطور لدى الشعوب المسلمة شعور بالقلق بأنه هناك مؤامرة عالمية وحصار عليهم وذلك بسبب الموافقة التي منحتها الولايات المتحدة لكل تعديات دولة إسرائيل, وبسبب موقف الإعلام العالمي الدائم والذي مثل روح حرب صليبية ضد الإسلام.ومن الواضح أن هذا المناح مواتٍ (في كل البلدان ذات الغالبية المسلمة) لظهور الديماجوجيات وظهور الطائفات التعصبية السلفية, والتي تعتبر نفسها المدافع الخالص والعتيد عن التقاليد الإسلامية في مواجهة الغرب وطلائع حملاته الصليبية الجديدة المتمثلة في التعصب السلفي الإسرائيلي.”
“ولكن لو كان لطاقة معنوية أخلاقية أن تسمح بتدمير نظام ووضع الغايات الإنسانية والإلهية لمشروع المجتمع في سياسته واقتصاده, ولكنها لا تقدم لا الوسائل ولا التقنيات المطلوبة لتحقيق هذا الهدف, فكيف إذن تمكنت هذه التوجيهات المعنوية من توليد التعصب السلفي في إيران ؟لعب في هذا الإطار عاملان تاريخيان دورا هاما: "الإمامة الشيعية" والتي أضفت على السلطة طابعا شخصيا, وحرب العراق وإيران, والتي تحالف فيها العالم أجمع ضد إيران, بما جعل هذا النظام يتطرف ويصبح راديكاليا.فمن أهم خصائص الإسلام الشيعي "الإمامة", ووجود "إمام مختف منتظر", ولقد اعتُبر الخوميني "ممثله" المرئي, والذي تحيط به مجموعة حقيقية من رجال الدين في تدرج زعامي ديني: آيات الله, حجات الإسلام, الملالي. فلقد أضفى عليهم نضالهم ضد استبداد الشاه, وغزو الغرب الأخلاقي, وعدد الشهداء من بينهم, أضفى عليهم كل هذا هالة من الهيبة العظيمة. وهكذا تكوّن نوع من أنواع حكم رجال الدين. ممهدا لظهور "الإمام المختفي".وأعلن الخوميني: "من وجهة النظر الدينية, أنا مؤهل لأفعل ما أقوم به" فهذا التفويض الإلهي, والذي دعمه موافقه أغلبية الشعب الكبرى, منحه كل السلطة وكذلك منحها للزعماء الدينيين.”
“نحن في حاجة إلى أن نكتشف المرأة المسلمة من جديد, وحين نفعل ذلك, فإننا سندرك أن الخسارة التي تكبدتها الأمة بسبب عزل المرأة عن تيار الحياة العامة كانت فادحة!”
“من المصريين الذين تعرفت عليهم في الولايات المتحدة الأمريكية وأعتز بصداقتهم الدكتور أشرف بيومي وزوجته د.سهير مرسي. فكلاهما أحرز مكانة علمية مرموقة، وقد سمعت أن الدكتور أشرف كان يعد من أهم ال "سبيكتروسكوبيست" في الولايات المتحدة. ولكنه مع هذا عاد هو وزوجته إلى مصر ليساهموا في بناء هذا الوطن، وهما من المصريين القلائل الذين فعلوا ذلك، فالإغراءات القوية في الولايات المتحدة، والإمكانات البحثية تغوي الكثيرين بالبقاء هناك، ثم يرجعون إلينا "خبراء أجانب" نحتفل بهم ونتوج رؤوسهم بأكاليل الغار، وننسى من ضحوا وعادوا بسبب التزامهم الوطني”
“كيف أصبح الدفاع عن "الحق الدولي" مسئولية هؤلاء الذين لم يتوقفوا عن انتهاكه , مثل الولايات المتحدة في بنما أو في جرينادا -حتي لا نتكلم عن السنوات الأخيرة- أو هؤلاء الذين لم يتوقفوا عن تركه ينتهك من قبل دول أخري , مثل إسرائيل التي ضمت القدس أو التي تحتل و تضرب غزة و الضفة الغربية”
“من هذه التعريفات تُستخلص المكونات الأساسية للأصولية: أولا, الجمودية, "رفض التكيُف","جمود معارض لكل نمو, لكل تطور", ثانيا, العودة إلى الماضي, ("الإنتساب إلى التراث", "المحافظة") وثالثا, عدم التسامح, الإنغلاق, التحجر المذهبي: "تصلب", "كفاح", "عناد".حرفيا, يمكن للأصولية على هذا النحو أن تضع نفسها كجمودية في مواجهة التطور, كتراث في مواجهة الحداثة, كمتحجر مذهبي في مواجهة الحياد. بكلمة, يمكن للأصولية أن تكون نقيض العلمانية.”