“ليس الخائف مَنْ بكى ومسح عينيه , ولكن الخائف مَنْ ترك ما يخاف أن يُعذب بسببه فابتعد عن كل ما ينشأ عنه عُقُوبة .. وعلى قَدْرِ المعرفة يكون الخوف .”
“مَنْ هو الصُّوفِيُّ ؟ الصُّوفِيُّ هو مَنْ صفا من الكَدَر , وامتلأ من الفِكَر , وانقطع إلى الله من البشر , واستوى عنده الذهب والْمَدَر , .. فعبادته عبارة عن تفكر في الله , وفى الخلق , وفى الملكوت , وهو مع الله دائماً في الخلوة , وغي الجلوة يتكلم مع الناس بظاهره , وقلبه دائماً مع الله . ـ”
“الصُّوفِيٌّ هو مَنْ تمسَّك بالحقائق , و يَئِسَ مما في أيدي الخلائق .ـ”
“ما هو التصوُّف ؟ * التصوُّف هو الدخول في كل خُلُقٍ سَنيّ , والخروج من كل خُلُقٍ دَنيّ * هو استرسال النفس مع الله فيما أراده الله ..”
“الصُّوفِيٌّ هو مَنْ قام بالله على قلبه , وقام بقلبه على نفسه , بمعنى أنه قائم بأمر الله ونَهْيه على قلبه فهو يأتمر بأمر الله .. ولما كان القلب هو مَلِكُ الجوارح فمعنى ذلك أنه قائم بقلبه على نُفْسه التي هي محل الشَّهَوات ..”
“الْحَمْدُ للهِ الْكَرِيمِ الْمُجيب لِكُلَّ سَـائِل .. التَّائِبِ عَلَى مَنْ تَاب , فَلَيس بَيْنَــهُ وَبَيْنَ الْعِبَاد حَائِل .. جَعَلَ مَا عَلَى الأرْضِ زِينَةً لَهَا , وَ كُلُّ نَعيمٍ فِيهَا لاَ مَحَالَةَ زَائِل .. حَذَّرَ النَّاسَ مِنَ الشَّيْطَانِ , وَ لِلشَّيْطَانِ مَنَافِذُ وَ حَبَائِل .. فَمَن أسْلَمَ وَجْهَهُ لله فَذَلِكَ الْكَيَّسُ الْعَاقِل وَ مَن اسْتَسْلَمَ لِهَوَاهُ فَذَاكَ الضَّالُّ وَ الْغَافِل ..”
“يقول ابن عباس منبَّهاً : ( قد يشرك أحدُكُم كَلْبَهُ مع الله , قالوا : : كَيف ذلك ؟! قال : أن يقولَ الرَّجُلُ : لولا الكلب لسُرِقْنَا البَارِحَة ) .. وهذا ما يقع فيه الناس بقولهم : لولا الطبيب لمات المريض .. لولا الدواء ما شفى فلان .. لولا تفكيري السليم وتدبيري لخسرت التجارة .. وهكذا .. فكلمة " لولا " في مثل هذه الأمور توحي بالشرك , فالله تبارك وتعالى هو الفعال لما يريد , ولا يقع في ملكه إلا ما يريد .”