“قرطبة , غرناطة , إشبيلية .. آه , أسماء عربية صمدت رغم رحيلنا القديم أيها الأمير " . وتضخم صوت رماح كأنه يخاطب حاكماً لا أميراً . دمدم الرجلان تحسراً . وفاتهما أن تلك الأسماء جميعها قوطية منذ أكثر من ألفي عام , و لا علاقة للعرب بها أصلاً . لكن ما يجعلها عربية في نظرهما أنها لا تزال تتردد في كل شارع عربي”
“وقالها أحد الشعراء بلغة عربية فصيحة منذ ألف عام :لا تَشْكُ للناس جرحًا أنت صاحبه .. لا يؤلم الجرح إلا من به الألم”
“خلال القرن الماضي تقاسم الأرض جنوب يتظلم و شمال يتذمر. واقتنع البعض بأن هذه الظاهرة واقع ثقافي أو استراتيجي عادي. ولكن الحقد لا يبقى إلى الأبد واقعا عاديا. ففي يوم من الأيام و بذريعة ما ينفجر هذا الحقد و نكتشف أن لا شيء منذ مائة عام. ألف عام. ألفي عام قد نسي. لا الصفعة ولا الرعب. فعندما يتعلق الأمر بالحقد تخترق الذاكرة وتقتات من كل شيء، وحتى من الحب في بعض الأحيان .”
“لكن التواطؤ لغة إنسانية، تعني أن كل ما يفهم لا يقال،. و أن كل ما يقال قد لا يعني شيئا في الحقيقة”
“لذلك أوصي كل قارئ لهذه الفصول أن يتخذ له دفترا , يدون فيه كل عشية ما رأى في يومه , لا أن يتكب ماذا طبخ و ماذا أكل , و لا كم ربح و كم أنفق , فما أريد قائمة مطعم , و لا حساب مصرف . بل أريد أن يسجل ما خطر على باله من أفكار , و ما اعتلج في نفسه من عواطف , و أثر ما رأى و سمع في نفسه , لا ليطبعها و ينشرها , فما كل الناس من أهل الادب و النشر , و لكن ليجد فيها يوما نفسه التي فقدها ..”
“لهذا اتمنى بل وأطالب أن يُكتب فوق كل منبر عربي وعلى غلاف كل كتاب عربي وعلى الصفحة الأولى من كل صحيفة عربية وعلى كل قلم وفم عربي هذا الهتاف أو الإنشاد أو التمجيد:"أيها الكذب البليد، أيها النفاق الفضاح المفضوح، أيها الغباء الجاهل، أيها الجهل الغبي، أيها الصهيل العقيم البذيء، أيها السقوط، أيها العار الفكري والنفسي والأخلاقي والفني والتعبيري.. إن كل المجد والسلطان لك..".”