“إن كل أم في الريف دامعة العينين حين تبكي و حين تضحك .. يقتلها الحزن على من ماتوا من أحبائها ، و يقتلها القلق على من عاشوا من أبنائها .. إن الحزن هو شعيرة أساسية من شعائر الشخصية المصرية خاصة الأمهات .. و هن يشعرن بذنب كبير حين يسمحن للمرح بأن يتسلل إلى نفوسهن .. تعرف هذا من العبارة الخالدة اللواتي يختمن بها ضحكهن من القلب : "اللهم اجعله خير" كأن الضحك ذنب يستحق عقابا فادحا .”
“أكره الظروف حين تجعلك تموج بكل هذا القدر من " القسوة و الكره " .. على من تحبه !”
“و الذين يموتون من البكاء خير من الذين يموتون من الضحك على خيبتهم”
“إنه لا جدوى من المحاولات الجزئية حين يفسد المجتمع كله و حين تطغى الجاهلية و حين يقوم المجتمع على غير منهج الله و حين يتخذ له شريعة غير سريعة الله، فينبغي حينئذ أن تبدأ المحاولة من الأساس و أن تنبت من الجذور و أن يكون الجهد و الجهاد لتقرير سلطان الله في الأرض.. و حين يستقر هذا السلطان يصبح الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر شيئا يرتكن إلى أساس”
“الشوارع تضيق، تضيق و تغدو أكفانـًا نلبسها حين يداهمنا الحزن، آه من الشوارع.. هل قلت أكفانا؟ إنها تتحول إلى أشياءٍ أخرى؛ تتحول في لحظة إلى لباس و في أحيان تغدو جنَّة و في أحيان أخرى دفتر ذكريات، إن الشوارع سجل لتاريخنا السري لا نقرؤه إلا حين نشعر أننا على وشك أن نغادرها.”
“هذه القمة الشامخة من السمو النفسي لم يبلغها المسلمون الأولون برسوم العبادة من غير توجيه، و لا بتوجيهات الدين من غير تشريع، بل نفحتهم بها هذه الشريعة المطهرة التي لا تني توجه حين تشرع، و تشرع حين توجه، و تحقق الجوهر في كل التعاليم، و تجعل الوصول إلى الله و التنعم برضاه غاية المؤمن الأساسية: (و رضوان من الله أكبر، ذلك هو الفوز العظيم).”