“كل الشجر يهمس: الله! لكنك ترى تلك الشجرة التي اغتال أحدهم فروعها بمقص حديدي ليراها الناس على شكل لفظ الجلالة. أصغ جيدا وستسمعها تصرخ: الإنسان!”
“نظرت الشجرة – كأنما تذكرت شيئا – إلى الأرض، حيث رقدت الوريقات البنية الذابلة التي لم تكن تعرف على وجه اليقين إن كانت من الياسمين الأبيض أم من الورد الأحمر.”
“بعد أيام كانت الشجرة في مكانها تنظر إلى البدر الذي اكتمل تماما. لم تنتظر الشجرة أبدا أن يكلمها. طالما بدا منهمكا في توزيع فضته على الموجودات. اعتقدت أنه مشغول حتى أنه لن يهتم كثيرا عندما يأتي اليوم الذي لن يراها فيه في مكانها المعتاد.”
“أمضى عمره في إقناع نفسه بصحة إحجامه عن كل تلك التجارب.”
“أثقل شيء على قلبي إذا انشغلتُ بها، وأطرب شيء لروحي إذا أتممتها. تلك هي الكتابة.”
“منذ متى – يا ترى – ترقد حبات الرمال ها هنا؟ وهل كانت دوما على هذا الشكل؟ وهل ستصير كذلك إلى الأبد؟ لماذا لا تتقدم الرمال في العمر مثلنا؟ وهل ستظل هذه الحبات هنا إلى أن أصير عجوزا كالرجل في الحكاية؟”
“لا أحب الشاي بالنعناع، وأعرف أن كثيرا ممن يقولون إنهم يحبونه لا يفعلون في الحقيقة. الشاي بالنعناع عندي مثل "فنجان القهوة في الصباح" و"فيروز" و"زياد الرحباني" و"منير" و"محمود درويش" و"جيفارا": هي أشياء قد لا تحبها، لكنك تخجل من نفسك عندما تعرف أن كل المثقفين مرهفي المشاعر يهيمون بها حبا.”