“كاوبريفيتش رأى بأن الموت ليس البداية الطبيعية بل هو وسيلة تكيف تم استخلاصها خلال عملية التطور في سبيل الإكتمال الأسرع للنوع،و كأن الطبيعة و خلال عملية تطورها سعت لإبداع كائن ما محدد أعلى و أرقى،و لم تبخل في هذا السبيل بالتضحية بحياة أفراد الحيوانات بل انواع و فصائل كاملة.و مثل هذا الكائن أضحى الإنسان”
“و كتب فيرنادسكي لاحقا،مع نشوء الشخصية الناتجة عن طريق التشخيص قابلية التطور الفردي المفتوح الآفاق واللانهائي،يتوقف الفرع و الغصن عن أن يكون حاملا للمستقبل الخالي من المثل”
“و أكد كوبريفيتش بأنه لا توجد محرمات نظرية و لا يوجد "تابو" على خلود الشخصية”
“والجماعات الإسلامية المعاصرة فيها شيء من هذا النوع من الاختلاف -نعني اختلاف التنوع-، فبعض الجماعات و الاتجاهات اهتمامه الأكبر طلب العلم بأنواعه ، من علمٍ بالحديث و الرجال و الفقه و التفسير و الأصول و العقائد و غيرها ، و بعض الجماعات اهتمامه بالدعوة و التبليغ ، و بعضها بالجهاد في سبيل الله كما في البوسنة و كشمير و غيرها ، و منها ما يكون أكبر اهتمامه بالتواجد في مراكز التأثير في المجتمع من خلال العمل المنظم كالنقابات و نحوهاو المواقع الاقتصادية ، أو في العمل السياسي عند من يرى جوازه و مشروعيته ، ولا شك أن هذا التنوع مطلوب و ليس بمذموم ، بل تحقيق التكامل فيه بين الاتجاهات الإسلامية هو ما يحقق الفائدة للصحوة من كل خير ، و لكن لابد -لتحقيق أكبر الفائدة من هذا النوع من الاختلاف- من تجنب محاذير و أمراض ظهرت في العمل الإسلامي المعاصر ، بل ظهرت فيما سبق من العصور ، و نبه عليها العلماء.”
“الطبيعة تنتصر للنوع ضد الفرد ، و العقل ينتصر للفرد ضد الطبيعة ، هذا هو سبب خصام العقل و الطبيعة”
“هذا الكائن البشري الممتاز هو محور هذا الكون، و إن مجرد شعوره بضخامة دوره في الخلافة عن الله ليهيئه لعمليات التغيير و التطوير، و يمده بدوافع الحركة و التأثير. و في هذا المجال يحس الإنسان بكرامته تتمثل في تسخيره كل ما في الكون لمصلحته و مصلحة إخوته البشر، على حد التعبير القرآني الذي يقول: (و سخّر لكم ما في السماوات و ما في الأرض جميعاً).”
“و قد كتب على الإنسان أن يرى واقعه دوما من خلال عدسة مشوهة ، و ما يراه واقعا هو في أغلب الظن ما يود أن يرى هذا الواقع على صورته .”