“إن أحد أهم العوامل التي أدت إلى سقوط الأمة الإسلامية في برائن الإنحطاط الحضاري والسياسي بعد صدر الإسلام هو اعراضها واهمالها لشؤون الحكم والمجتمع وتوجهها - بل غرقها - في الشعر والكلام والفقه والفلسفه وكل الفضائل النظرية والاهتمامات اللفظية .”
“أقول: يعني باختصار، دعوا الناس في حالهم ولا تحكموا عليهم ودعوا الخلق للخالق !! فالشخص الذي أمامك توجد ملايين العوامل التي لا تعلمها أدت به إلى ما هو عليه، فعلى أي أساس تحكم عليه؟؟ هنا نفرّق بين الحكم على الشخص والحكم على العمل نفسه!”
“إن العنف هو ، في رأينا ، ظاهرة مشتركة بين الحكم العسكري والجماعات الإسلامية المتطرفة”
“ولأن الشورى هي آلية المشاركة ف صنع القرار بالدولة الإسلامية، وهي السبيل إلى تحقيق سلطة الأمة، المستخلفة عن الله في إقامة شريعته، وفي اختيار السلطة- التي تراقبها الأمة، وتحاسبها، وتعزلها عند الاقتضاء- كان الحكم الشوريُّ الجماعيُّ هو الشرط في وجوب الطاعة على الأمة لولاة أمورها.. وكان العزل للحكام الذين لا يحكمون بالشورى واجباً.”
“وسيكون من الصعب على الإسلاميين الارتفاع إلى مستوى تمثيل جماعاتهم الوطنية إن نظروا إلى أنفسهم بوصفهم طائفة مميزة عن بقية الشعب. التيار الإسلامي هو تيار سياسي يأخذ من التصور والتجربة الإسلامية مرجعا. ولكن الخطاب الإسلامي لا يعطي الإسلاميين قداسة ولا يجعلهم بالضرورة جماعة مختارة. كقوى سياسية، يصيب الإسلاميون ويخطئون، سواء كانوا في الحكم أو في المعارضة، ووحده الشعب هو من يملك الحق في الحكم على مصداقية الوعود والبرامج. إن ادعى الإسلاميون أن المرجعية الإسلامية توفر حصانة ما لهم، فسينتهون إلى بناء استبداد جديد، لا يمزق الشعوب والمجتمعات فحسب، بل يمزق القوى السياسية الإسلامية كذلك.”
“من الأفكار التي أطلقها بن كيران واستفادت منها الحركة فكرة أن مهمة الحركة الإسلامية ليست الوصول إلى السلطة حتى ولو كان الهدف إقامة الدين، بل إن مهمتها هي المشاركة في إقامة الدين من دون أن يتوقف ذلك على الوصول إلى السلطة، وهو يرى أن الحركة الإسلامية إذا صارت سياسية وطلبت الحكم - ولو لإقامة الدين- فهي سيجري عليها ما يجري على الساسة وطلاب الحكم. ويلح دائمًا على أن فعل الحركة يجب أن يكون تغيير ما بالنفس والمجتمع وليس الوصول إلى السلطة التي ستأتي تتويجًا لهذا التغيير وليس مقدمة إليه.”