“الأفضل للمرأة الوقوف عند حدودها الفطرية، واليأس من نشدان المساواة المطلقة مع الرجال فى هذا الكدح المضنى وما يعقبه من آلام.”
“فى نشدان الأمم للعدالة، كانت تطلب المساواة الصحيحة، التى لا ضير منها على أحد، المساواة التى شرع الله لعباده منذ خلق السموات والأرض، والتى عبر عنها نبى الإسلام أصدق تعبير، يوم قال : ' الناس سواسية كأسنان المشط لا فضل لعربى على عجمى إلا بالتقوى '. فإن تكن التقوى أساس التفاضل بين الناس فى الدين، فليكن العمل أساس التفاضل بين الناس فى الدنيا. ويجب أن تحترم هذه الأسس، فلا تعصف بنتائجها العادلة أهواء الطغاة. ثم إن علينا ـ أبدا ـ الكشف عن معالمها، ووقف الناس جميعا عند حدودها، ووضع القواعد المحققة لهذه الغاية. فتقرر حقوق الإنسان، ويضمن تكافؤ الفرص، وتصان ثمرات الكفاح، وتستأصل شأفة الاغتيال والاحتيال”
“إن المتدينين من قديم ولا يزالون إلى الآن يتعثرون فى قضايا خلقية , واجتماعية , وسياسية كثيرة , بل إن تصوراتهم الثقافية موضع دهشةٍ ... فيوجد من يؤلف ضد دوران الأرض حول الشمس , ويؤيد موقف الكنيسة فى العصور الوسطى , ويدعى مع ذلك أنه سلفى !! ويوجد من يأمر تلامذته بتخريق صور الأحياء فى كتبهم , لأن التصوير حرام ! ويوجد من يرى أن كشف الوجه نوعاً من الزنا , أو طريقاً اليه , ويوجد من يهاجم كون الأمة مصدر السلطة !!, ويوجد من يتنكر بقوة ٍ لتكوين الاحزاب , ولا يهمس بحرف ٍ ضد تقييد الحريات !!, ويوجد من يحسب إقامة الصلاة مغنياً عن تعلم الصناعات , ويوجد من يعيش مع أعداء الإسلام فى القرن الرابع , يهاجمهم وينال منهم , ولا يدرى شيئاً عن أعداء الإسلام فى هذا القرن !!!!ألا يمهد هذا كله لإلحاد مدمر !!!”
“من حق المرأة أن تكون جميلة المظهر، بعد أن تكون تامة العقل كريمة الشمائل، هل "السارى " الهندى الذى يكشف قدراً من البطن والظهر يكفل هذا الجمال؟ هل الفستان الأوروبى! الذى يكشف أدنى الفخذين، وينحسر ـ عند الجلوس ـ عن أواسطهـا يكفل هذا الجمال الحق يقال أن حائكى هذه الملابس لا يوفرون للمرأة كرامتها، ولا يرجون لها وقاراً وإنما يهيجون ضدها غرائز السوء..”
“الكتل الدولية، فى كل فترة من الفترات، لو استقرأنا ذلك نلمح بأن الله سبحانه وتعالى لم يسلط على البشرية ظالما واحدا إلا كان هناك ظالم يواجهه ويدافعه.. فمن خلال الخصومات العالمية، والظلم العالمى، والمواجهات العالمية، يمكن أن تفسح فرج إذا أحسنا التعامل بما أسميناه: سنة المدافعة.. هذا معنى جديد، ومعنى صحيح، ويستطيع الإسلاميون فى هذا العصر أن يستغلوا ما بين الجبهات المتصارعة فى العالم من فروق ومن نقائض اجتماعية وسياسية لكى يظفروا بحق الحياة أولا، ولكى يعرضوا أيضا ما عندهم، ويعرف ما فيه من خير.. وأخيرا، لكى يستطيعوا أن يستردوا ما فقدوا من مساحة مكانية فى الاستعمار، وما أصابهم من نكبات اجتماعية وسياسية كثيرة فى الهزائم التى لحقت بهم، ويستعيدوا ما فاتهم.. ممكن من خلال هذا كله.. لكن هذا يحتاج فعلا إلى أن الذى يحسن الاستغلال يجمع بين أمرين : بين الإخلاص العميق للعقيدة والمبدأ، والذكاء العميق أيضا الذى يستطيع به أن يفتق الحيل حتى يصل إلى ما يريد.. وإلا فى عصر الأذكياء، لا يستطيع التعامل مع سنة المدافعة أصلا، وإذا لم يكن على هذا القدر من الذكاء. هذا صحيح، وأخشى أن أقول إن غيرنا طبق هذا. ولعل اليهود استطاعوا أن يستفيدوا من سنة المدافعة أكثر منا..”
“ما الذى دعا الشيوعيات إلى التصايح ضد قانون الأسرة فى الجزائر والمطالبة بإلغائه؟ الذى دعا إلى ذلك خطباء ودعاة إسلاميون، تحدثوا عن موقف الإسلام من المرأة حديثا استفز أولى الألباب، وبعث فى النفوس الوجل من مستقبل يستولى فيه أولئك الإسلاميون على الحكم!. يقول أحدهم: الإسلام يرى أن المرأة إنما خلقت لتلد الرجال!! ويقول ثان: مقار النساء البيوت، ما يخرجن منها إلا إلى الزوج أو إلى القبر! ويقول ثالث: يجب أن تظل الفتاة أمية لا تكتب ولا تحسب! ويرفق رابع بها فيقول: حسبها إتمام المرحلة الابتدائية فى التعليم، وما وراء ذلك لا داعى إليه..!. وبلغنى أن طالبة ساذجة فى أحد المعاهد قالت لأمها: أما يوجد دين آخر أرفق بنا من هذا الإسلام؟؟ لقد شعرت أننى أطعن فى فؤادى عندما سمعت مقال هذه الطالبة!. إن الدين الذى كرم الإنسان ذكزا كان أو أنثى أمسى على ألسنة بعض الفتانين الجهال هوانا بنصف الإنسانية وتحقيرا لها..!. لقد مكثنا بضع سنين فى الجزائر نوكد صدق العلامة ابن باديس عندما أيقظ الإسلام فى صدور الرجال والنساء جميعا، مؤكدا أن الأمة لا تستطيع التحليق إلا بجناحيها، من الرجال والنساء، وواقفا عند قول الرسول الكريم 'النساء شقائق الرجال ' وقول الله سبحانه: 'لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى، بعضكم من بعض'... إن غلماناً سفهاء يحملون علما مغشوشا أو جهلا مركبا هجموا على الصحوة الإسلامية، وكادوا يقفون مسيرتها بما ينشرون من ضلالات، ويشيعون عن الإسلام من إفك.. استغل الشيوعيون هوسهم الدينى فقادوا مظاهرة إلى المجلس التشريعى منادين باحترام حقوق الإنسان وحفظ كرامة المرأة”
“الرجل لا يلتفت وراءه الا بمقدار ما ينتفع به، اما الوقوف مع هزائم الأمس، واستعادة احزانها، عدة القران من مظاهر الحسرة التي تلجلج في قلوب الكافرين”