“وما جدواك في المدن البعيدة في شوارعها التي يتعرى فيها الفرح وتموت أرصفتها اختناقاً بوحدتها ما جدواك في السديم الفائض في هذي الشهقات العالية أوجاعها وقلبك موسوم على شهوة اللقاء ما جدواك والوقت خال والساعات خائنة عقاربها والدقائق قيد قِبلة من فراق”
“وما جدوى كل هذا العالم حين تصحو على حلم هارب وليس أمام مرمى نظراتك سوى هذا الباب الموصد على خارجك الذاهب في البعيد”
“ويقول المسافر لعينيها: أغزل من شمس تبكي الشام خطى قدمايّ في هذا الفوضوي من صخب الحديث وأشدو إلى جفنيكِ لأنام بعيداً تحت كل هذا القصف”
“وما جدوى كل هذا العالم الافتراضي حين تقع برأسك على الوسادة وينطفئ من حولك كل شيء وتشتعل بك كل هذه الوحدة؟؟”
“لم نختر نحن أي أرض ننبت فيها، ربما سهل على البذرة أن تنبت في مكان ما أول مرة، تأخذ شكله وتتكيف عليه، وحين تجرب انتزاعها لتغرسها في مكان جديد، قد تخونك ولا تثبت، أو تضعف وتموت.”
“لقد طَرَقَ الخاطرَ ونحن في آخر شوال أن شوال قد انتهى، ألا ما أبعد ما بينه وبين انتهاء رمضان، فكأننا في آخر شوال غير الناس الذين كانوا في آخر رمضان، وما بينهما إلا شهر واحد.الصيام مدرسة، فيها التأديب والتهذيب والتربية، فكان الذين خرجوا من مدرسة الصيام أرق قلوبا وأطيب أفئدة، وأكثر إيمانا وأعمق يقينا.. ما يزال لسانهم رطبا من ذكر الله، وما تزال الوجوه تعلوها مسحة الإيمان ولمسة شفافة كتبها على الجباه قيام الليل”
“كنت في تلك الأيام المريرة المعتمة أعيش وحيداً مهجوراً. حياً شبه ميت في تلك الشقة الخالية. أعاني ما يسمونه "قفلة الكاتب" The writer blockتلك الحالة التي يفقد فيها الكاتب قدرته على الكتابة والرغبة فيها. يغدو الوجود لديه بلا معنى. ويكون ضعيفاً أضعف ما يكون.”