“وقفت في زنزانتي..أقلّب الأفكار..أنا السّجين ها هُنا..أم ذلك الحارس بالجوار؟فكلّ ما يَفصلُنا جدارْ..و في الجدار فَتحة..يرى الظّلام من ورائها..و ألمحُ النهار.”
“وقفت في زنزانتي،، أقلب الأفكار: أنا السجين ها هُنا..أم ذلك الحارسُ بالجوار؟..فكل مايفصلنا جدار..وفي الجدار فتحةٌ..يرى الظلام من ورائها..وألمح النهار !”
“وضعوني في اناء ثم قالوا لي تأقلموانا لست بماءانا من طين السماءواذا ضاق انائي بنموي يتحطم!!”
“الجثة ..!! في مقلب القمامة رأيت جثة لها ملامح الأعراب ، تجمعت من حولها النسور والذباب ، وفوقها علامة ، تقول هذه جثة كانت تسمى كرامة”
“حوار على باب المنفى لماذا الشِّعْرُ يا مَطَـرُ ؟ أتسألُني لِماذا يبزغُ القَمَـرُ ؟ لماذا يهطِلُ المَطَـرُ ؟ لِماذا العِطْـرُ ينتشِرُ ؟ أَتسأَلُني : لماذا ينزِلُ القَـدَرُ ؟! أنَـا نَبْتُ الطّبيعـةِ طائـرٌ حُـرٌّ، نسيمٌ بارِدٌ ،حَـرَرُ محَـارٌ .. دَمعُـهُ دُرَرُ ! أنا الشَجَـرُ تمُـدُّ الجـَذْرَ من جـوعٍ وفـوقَ جبينِها الثّمَـرُ ! أنا الأزهـارُ في وجناتِها عِطْـرٌ وفي أجسادِها إِبَـرُ ! أنا الأرضُ التي تُعطي كما تُعطَى فإن أطعَمتها زهـراً ستَزْدَهِـرُ . وإنْ أطعَمتها ناراً سيأكُلُ ثوبَكَ الشّررُ . فليتَ ) ا للا ّت ( يعتَبِرُ ويكسِـرُ قيـدَ أنفاسي ويَطْلبُ عفـوَ إحسـاسي ويعتَـذِرُ ! * لقد جاوزتَ حَـدَّ القـولِ يا مَطَـرُ ألا تدري بأنّكَ شاعِـرٌ بَطِـرُ تصوغُ الحرفَ سكّيناً وبالسّكينِ تنتَحِــرُ ؟! أجَـلْ أدري بأنّي في حِسـابِ الخانعينَ، اليـومَ، مُنتَحِـرُ ولكِـنْ .. أيُّهُم حيٌّ وهُـمْ في دوُرِهِـمْ قُبِـروا ؟ فلا كفُّ لهم تبدو ولا قَـدَمٌ لهـمْ تعـدو ولا صَـوتٌ، ولا سَمـعٌ، ولا بَصَـرُ . خِـرافٌ ربّهـمْ عَلَـفٌ يُقـالُ بأنّهـمْ بَشَـرُ ! شبابُكَ ضائـعٌ هَـدَراً وجُهـدُكَ كُلّـهُ هَـدَرُ . بِرمـلِ الشّعْـرِ تبني قلْعَـةً والمـدُّ مُنحسِـرُ فإنْ وافَـتْ خيولُ الموجِ لا تُبقـي ولا تَـذَرُ ! هُـراءٌ .. ذاكَ أنَّ الحـرفَ قبلَ الموتِ ينتَصِـرُ وعِنـدَ الموتِ ينتَصِـرُ وبعـدَ الموتِ ينتَصِـرُ وانَّ السّيفَ مهمـا طالَ ينكَسِـرُ وَيصْـدأُ .. ثمّ يندَثِـرُ ولولا الحرفُ لا يبقى لهُ ذِكْـرٌ لـدى الدُّنيـا ولا خَـبَرُ ! وماذا مِن وراءِ الصّـدقِ تنتَظِـرُ ؟ سيأكُلُ عُمْـرَكَ المنفـى وتَلقى القَهْـرَ والعَسْـفا وترقُـبُ ساعـةَ الميلادِ يوميّاً وفي الميلادِ تُحتضَـرُ ! وما الضّـرَرُ ؟ فكُلُّ النّاسِ محكومـونَ بالإعـدامِ إنْ سكَتـوا، وإنْ جَهَـروا وإنْ صَبَـروا، وإن ثأَروا وإن شَكـروا، وإن كَفَـروا ولكنّي بِصـدْقي أنتقي موتاً نقيّـاً والذي بالكِذْبِ يحيا ميّتٌ أيضَـاً ولكِـنْ موتُـهُ قَـذِرُ ! وماذا بعْـدُ يا مَطَـرُ ؟ إذا أودى بيَ الضّجَـرُ ولـمْ أسمَعْ صـدى صـوتي ولـمْ ألمَـح صـدى دمعـي بِرَعْـدٍ أو بطوفـانِ سأحشِـدُ كُلّ أحزانـي وأحشِـدُ كلّ نيرانـي وأحشِـدُ كُلّ قافيـةٍ مِـنَ البارودِ في أعمـاقِ وجـداني وأصعَـدُ من أساسِ الظُلْمِ للأعلى صعـودَ سحابـةٍ ثكْـلى وأجعَـلُ كُلّ ما في القلبِ يستَعِـرُ وأحضُنُـهُ .. وَأَنفَجِـرُ !”
“أنا ارهابيالغربُ يبكي خيفـةًإذا صَنعتُ لُعبـةًمِـن عُلبـةِ الثُقابِ .وَهْـوَ الّذي يصنـعُ ليمِـن جَسَـدي مِشنَقَـةًحِبالُها أعصابـي !والغَـربُ يرتاعُ إذاإذعتُ ، يومـاً ، أَنّـهُمَـزّقَ لي جلبابـي .وهـوَ الّذي يهيبُ بيأنْ أستَحي مِنْ أدبـيوأنْ أُذيـعَ فرحـتيومُنتهى إعجابـي ..إنْ مارسَ اغتصـابي !والغربُ يلتـاعُ إذاعَبـدتُ ربّـاً واحِـداًفي هـدأةِ المِحـرابِوَهْـوَ الذي يعجِـنُ ليمِـنْ شَعَـراتِ ذيلِـهِومِـنْ تُرابِ نَعلِـهِألفـاً مِـنَ الأربابِينصُبُهـمْ فـوقَ ذُرامَزابِـلِ الألقابِلِكي أكـونَ عَبـدَهُـمْوَكَـيْ أؤدّي عِنـدَهُـمْشعائرَ الذُبابِ !وَهْـوَ .. وَهُـمْسيَضرِبونني إذاأعلنتُ عن إضـرابي .وإنْ ذَكَـرتُ عِنـدَهُـمْرائِحـةَ الأزهـارِ والأعشـابِسيصلبونني علـىلائحـةِ الإرهـابِ !...رائعـةٌ كُلُّ فعـالِ الغربِ والأذنابِأمّـا أنا، فإنّنيمادامَ للحُريّـةِ انتسابيفكُلُّ ما أفعَلُـهُنـوعٌ مِـنَ الإرهـابِ !...هُـمْ خَرّبـوا لي عالَمـيفليحصـدوا ما زَرَعـواإنْ أثمَـرَتْ فـوقَ فَمـيوفي كُريّـاتِ دمـيعَـولَمـةُ الخَـرابِهـا أنَـذا أقولُهـا ..أكتُبُهـا .. أرسُمُهـا ..أَطبعُهـا على جبينِ الغـرْبِبالقُبقـابِ :نَعَـمْ .. أنا إرهابـي !زلزَلـةُ الأرضِ لهـا أسبابُهاإنْ تُدرِكوهـا تُدرِكـوا أسبابي .لـنْ أحمِـلَ الأقـلامَبلْ مخالِبـي !لَنْ أشحَـذَ الأفكـارَبـلْ أنيابـي !وَلـنْ أعـودَ طيّباًحـتّى أرىشـريعـةَ الغابِ بِكُلِّ أهلِهاعائـدةً للغابِ ....نَعَـمْ .. أنا إرهابـي .أنصَـحُ كُلّ مُخْبـرٍينبـحُ، بعـدَ اليـومِ، في أعقابـيأن يرتـدي دَبّـابـةًلأنّني .. سـوفَ أدقُّ رأسَـهُإنْ دَقَّ ، يومـاً، بابـي”
“حينَما اقتيـدَ أسيرا قفَزَتْ دَمعَتُـهُ ضاحِكَــةً : ها قَـدْ تَحـرَّرتُ أخـيرا !”