“الشوقُ في قلبي ملاكٌ لا يموتُ ولا ينامْ في رقعة الشطرنجِ بدلتُ الحصانَ إلى حمامْ فالخيلُ مهما سابقتْ في الريحِ لن تصلَ الغمامْ !”
“طريقتنا في الكلامِ غناءْ تأرجحنا في القصيدِ " بكاءْ " على سعةِ الأرضِ في لحظةٍ قد تضيقُ علينا على ضيقِ أوراقنا في الكتابةِ تحنو علينا .. !”
“كم أنني أشتاقُ لي .. في انتظارِ الظامئينَ لغيمةٍ مرّتْ كأمٍّ لا تجفُّ إذا احتوتْ أطفالَها وبظلِّ بائعةٍ تحاولُ أن تبيعَ الوردَ حين تغافلَ النسيانُ لم يسألْ على أحوالها ! كم أنني أشتاقُ لي .. في صمتِ عازفةٍ تغنّي دونَ صوتْ .. تهتزُّ أشجارُ الطبيعةِ كلّها وكأنّها تصغي لِمَا غنّتْ , فبعضُ الجرحِ لا يُشفَى إذا غنيَتْ ! يزدادُ ملحُ البحرِ حين يزورهُ الفقراءُ دونَ ملاءةٍ أو زيتْ .. ! يزدادُ نزفكَ في هدوءِ العابرينَ على ارتعاشكَ دونَ أن يدروا بأنّكَ أنتْ .. ! كم أنني أشتاقُ " لي ”
“وانهمرتَ الآنَ قربي حاملاً في الكفِّ " نايا " كالرُعاةِ الحالمينَ كعاشقٍ يخشى بُكَايا .. عارفاً بعظيمِ حبّي كاشفاً سِتْرَ الخفايـــــا ليسَ سرّاً أنْ أحبّكَ أنْ أُسمّيكَ " هوايا " إذْ تمرُّ , تمرُّ رطباً والحرائقُ في دِمَايا .. يا شتاءَ العاشقينَ ليسَ رفقاً بالحنايا بل بقلبِ الشعراءِ وبذاكرةِ الزوايا كيف تفعلُ كلَّ هذا بأحاسيسِ البرايا .. ؟ كيف تشعلُ شمعةً وتثيرُ أحزانَ الصبايا .. كيفَ تغوينا لنفتحَ كلَّ أقفالِ النوايا .. ؟ كيف تجعلُ كلَّ هذا الوردِ ينمو في الخلايا .. ؟ وانهمرتَ الآنَ قُربيْ تاركاً بعضي " شظايا " .. إذْ تمرُّ , أحسُّ قلبي طيّباً وبلا خَطَايا .. يا رفيقي لو عرفتَ الروحَ لم تعشقْ " سوايا " ..”
“يا ربِّ إنّي اشتقتُ لَكْ .. ياربِّ هذا القلبُ لكْ .. ياربَّ إنْ أخطأتُ فاصفحْ ياربِّ هذا الملحُ يجرَحْ .. ياربِّ إنّي قد تذوقتُ العناقيدَ التي في الشعرِ حينَ أذقتني إياها .. كنتُ اختلفتُ عن الذينَ تأمّلوا في الغيمِ , عن كلِّ الذينَ رأيتهم يمشونَ صبحاً في الطريقْ لم أمشِ يوماً في الصباحِ وحيدةً إلا ويأسرني الشرودْ .. ما اخترتُ يا ربّي القصيدةَ منزلاً إلا لأكسرَ ما يُسَمَّى بالحدودْ .. قد كنتَ وحدكَ تعرفُ الروحَ التي جمحتْ وأرهقها الصدودْ .. قد لا أسافرُ قد أسافرُ ذاتَ يومٍ قد أغيبُ وقد أعودْ .. ! يا ربِّ وحدكَ عارفٌ بالأمنياتِ بكلِّ ما في الصدرِ من وجعٍ وحُبّْ .. وبكلِّ ما في الدربِ من سهلٍ وصعبْ .. ياربِّ هذا القلبُ لَكْ .. ياربِّ إني اشتقتُ لكْ ما كان ذنبي أنَّ هذي الروحَ جامحةٌ وأنَّ القلبَ شاعرْ .. ما كانَ ذنبي أننّي حدّقتُ في جرحي وقدّستُ المشاعرْ .. ما كان ذنبي أننّي أحسستُ أكثرْ وبكيتُ أكثرْ .. ياربِّ هذا القلبُ لكْ ياربِّ إنّي اشتقتُ لكْ”
“خارجاً من وحشةِ البيداءِ وحدي عائداً منّي إليّ .. خائفاً والوقتُ يمضي دونَ حلوى في يديّ .. صامتاً والحبرُ يصهلُ والنوى ولدٌ عصيّ .. ساكناً كالبحرِ ليلاً في حشاهُ صدى دويّ .. حائراً والنومُ أثقلُ من جفونِ فتىً شجيّ .. ! زاهداً والكونُ من حولي بدمع الطيبينَ ثريّ شاعراً لا شيءَ يتبعهُ سوى قلبٍ نقيّ ..!”
“في القلبِ نافذةٌ مُحَطَمَةٌ تُغطّي كَسْرَهَا بالكبرياءْ ! والقلبُ يعرفُ كيفَ ترتعشُ الأريكةُ بعدَ مائدةِ الجفاءْ والوقتُ لصٌ لم يزل يسطو علينا ثمَّ يفتعلُ الوفاءْ ! لا وَقْتَ للكُرهِ الخفيفِ فنحنُ من طينٍ وإنَّ الحبَّ ماءْ !”