“ يكفي أن تدعو لي أمي لأحس أنني محمي من كل سوء. هو إحساس غير معقول. أمي تعتبرني كائنا هشا ينبغي أن تنار طريقه. فهي لا تكف عن الدعاء لي بصرف الأعداء والأشرار والحساد عن طريقي. تراهم وتطردهم بيديها.”
“يكفي أن تدعو لي أمي لأحس أنني محميّ من كل سوء”
“تحوّلت أمي منذ مرضها إلى كائن نحيل ذي ذاكرة مترنحة . فهي تنادي أفراد عائلتها الذين ماتوا من زمن بعيد . وتكلمهم . يدهشها أن والدتها لا تزورها .”
“وحدها أمي قد تكون مقيمة على رجاء أن تراني على قيد الحياة. فالأم لا تخطئ في مسألة حياة ابنها أو موته.”
“في تلك اللحظة عشت هنيهات من الطمأنينة الغامرة. فما عاد شيء يقدر على أن يصيبني. أن أخرج، أن أبقى، أن أنجو، أن أموت؛ سيان عندي. فلسوف أكون من الناجين ما دامت لي القدرة على الصلاة وعلى التواصل مع الخالق. لقد بلغت أخير عتبة الأبدية، هناك حيث لا وجود لحقد البشر وخستهم و صغارتهم”
“تحولت أمي منذ مرضها الى كائن نحيل صغير ذي ذاكرة مترنحة فهي تنادي افراد عائلتها الذين ماتوا من زمن بعيد،تكلمهم. يدهشها أن والدتها لاتزورها، لكنها تثني على أخيها الصغير لانه كما تقول، يحمل اليها الهدايا. يسهرون معها وهي في فراشها. أتجنب ازعاجهم مثلما أحرص على عدم مضايقتها. خادمتها كلثوم تقول متأوهة: "تظن أنها في فاس في عام ولادتك”
“فقد أدركتُ كم كان مُرهِقا أن أقضي وقتي مُنصرفًا إلي تقطيع مَن تسبّبوا لي بذلك القدر منَ الألم، إلي أشلاء. صمّمتُ علي إغفال كل ذلك. وبذلك تخلّصتُ منهم جميعًا كأنّي قتلتهُم من دون أن ألطّخ ومن دون أن أجترّ إلي الأبد، تلكَ الرغبة في أن يعانوا الشقاء الّذي عانيته... ".." لم أعُد أجد أحدًا أبغضه . وكانت تلكَ مُجدّدًا، علامة حالٍ هي الأحب من بين الأحوال : كنتُ رجلًا حرًا.”