“- أنا لا أنسى ابتسامات العابرين أبداً وكمآ أنّي لا أنسى أحاديث الغرباءْ و أذكرها دوماً..أعلمُ أنها ستكونُ غالباً صادقة، لأنهم لا يرتجونَ منّا شيئاً، ستكونُ ابتسامة سببها الوحيد أنّنا نشاركهم الانسانية و لربّما لأنّهم لمسوا فينا طيبةً مآ، أنا أجدُ في ابتساماتهمْ دفئاً مميزاً و يدوم أثرهُ طويلاً، لذلك لا أبخلُ بالابتسامةِ على صغيرٍ أو كبيرٍ أو على أي شخص آخرَ يقاسمني ملامح الانسانية وَ سيأخذُ ابتسامتي بحسن ظنٍ طآهرْ، لأنّي أُدركُ جيداً وقعها على نفسي و نفسي تشابه نفوس الكثيرينْ!-وَ أنا أعلم جيداً أنّ حديث الغرباء مع شخصٍ مآ يعني أنّهُ مريحٌ حد الاطمئنان و حدّ المعرفة و حدّ انسياب القلب كنبعٍ وجدَ فوّهةً صغيرةْ ليسكب ما يتزاحم في دواخله!فإن كنتَ كذلك فحافظ على نفسكَ جيّداً،وَ إن لم تكنْ، فحاول أن تكونْ لأنّ مظهركَ يدلّ على جمالٍ داخلي ربّما حجبته غمامات الهموم عن عينيكْجميلٌ جداً أن تشعرُ أنّك مريحٌ منذ اللقاء الأولْ، و الغرباء قد يمنحوك هذا الشعور بشيء من الغرابة الجميلةْ، وَ أحياناً أكثر من المقربين أنفسهم”