“(وناغازاكي؟؟!) (آه , ناغازاكي . أتذكر أنني عندما كنت في مثل سنك تقريباً , ربما أصغر بقليل , اغتال الطالب برنسيب في سراييفو , الأرشيدوق فرانسيسكو فرناندو وزوجته , متسبباً بذلك , وبطلقتي رصاص فقط , في اندلاع الحرب العالمية الأولى . ذلك الحدث جعلني أحس أنني فارغ , غائب , بعيد عن العالم , عن التاريخ , عن المستقبل . وتولد لدي انطباع بأن القرارات الخطيرة لا بد سيتخذها آخرون , وبأنني سأبقى على الهامش , وأن فرصتي الوحيدة ( لا تنس أني كنت وقتئذ عداءً) هي أن أركض في ميدان السباق الذي خصصه لي آخرون .وبعد ذلك تمر الأعوام ويتعلم الإنسان أن الأمور ليست جامدة إلى هذه الدرجة , وأن هناك دائماً ثمة جزء من القرار يكون هو المسؤول عنه وأنه لا يمكن أن يتخلص بسهولة من هذا الالتزام . وعندما تتوصل أخيراً إلى استنتاج أن العالم كبير وأن عالمك أنت صغير جداً , حينئذ تبدأ استعادة التوازن , ذاك القليل من التوازن الذي كان نصيبنا في القسمة والذي يجب ألا نبدده )”